كلّ المنوّعات التلفزيّة الان تعيش في ضغط وفي توتّر وفي ضيق جعل المشاهد يشعر بالقلق والضّجر ولا يستقرّ على قناة بعينها فكلّ منوّعة تبثّ من تونس العاصمة ولا تحيد عن هذا المسار حيث المحلّية هي السائدة لا تنويع ولا خروج من السّجن الذي يسمّى الأستوديو كما أن الجمهور يتقاضى أجرا على حضوره فالحماس الجماهيري بأمر والتصفيق بأمر والشطيح بأمر بالطبع أمر المنشّط وكأنهم حاشاهم وحاشى قدرهم يخدمون عنده ما يقوله هو الّي يمشي أما الضيوف فيأتون من أقرب مكان لأستوديو البث حيث أنّ المجاملات والاستحباب هما الغالبان هذه هي سياسة الاستقراب والاستسهال قبل الثورة أي في الماضي الجميل استطاع الراحل نجيب الخطّاب أن يخرج من تونس العاصمة بمنوعته وذهب على سبيل المثال الى الكاف والى تطاوين وقدّم منوّعات شدّت المشاهد واستحسنها الكبار والصغار.. كما أن المنشّط المجتهد حاتم بن عمارة أخرج التنشيط من جموده وخرج الى الشواطئ التونسيّة في الشمال والجنوب والوطن القبلي والكثير من شواطئ بلادنا وجدّد في التنشيط وأعطى رونقا للمنوّعات دون أن ننسى ما قدّمه المنشّط رؤوف كوكة وكيف خرج الى الناس بطرق خارجة عن المألوف فكان منشّطا مجدّدا بالفعل الان للاسف الشديد منوعاتنا محنّطة ولا تشبه المنوعات الحقيقيّة يا حسرة يا زمان..