يلاحظ الملاحظ ان النهضة حتى بعد عدة سنوات من حصولها على شرعية العمل السياسي ورغم مشاركتها في الحكم ورغم تنازلاتها لم تتمكن من الحصول على ورقة الشرعية الجماهيرية والشعبية. بالطبع للنهضة قاعدتها الشعبية ولكننا لا نتحدث عن المنتمين والقاعديين والمنتسبين والمنخرطين وانما نتحدث عن عموم الناس وعن المجتمع العريض وعن الشارع بمفهومه الواسع ففي كل هده الفضاءات يحصل للمرء انطباع بان النهضة مازالت موضوعة في دائرة الشك والريبة والقلق. لقد حاولت النهضة على امتداد سنوات ومن خلال عدة مبادرات واعمال وقرارات ان تقوي حبل الود مع غير الذين ينتسبون اليها.وحاولت ان تسوق لنفسها صورة الحزب الذي لايعادي حرية المراة والمعتقدات والحداثة ..وحتى العلمانية ولكن كل ذلك لم يحقق لها القبول الواسع مما جعلها مستهدفة ومرفوضة تتعرض الى حالة من الهجومات اشرس واعنف واقوى مما كانت تتعرض له قبل سقوط نظام بن علي. على النهضة ان تواجه هذه الحقيقة بشجاعة وتطرحها للنقاش وتحاول ان تفهم الاسباب العميقة التي منعتها من ان تكون عضوا طبيعيا في الجسم التونسي..