من هو لطفي جرمانة؟ يعرفه من يعرفه، ومن لا يعرفه اقول له: انه رجل فرض نفسه في وسط الغناء الشعبي بما يؤلفه من قصائد وما يلحّنه. وما يغنّيه من أغان. كان يتمتع بالصحة والشباب ويكسب من الغناء المال. غاب لطفي عن الساحة فاستضافته قناة تلفزية تونسية فإذا المرض واضح ظاهر على جسده واذا التعب على وجهه. والفقر يشكو منه جيبه ولسانه (حاله يسخف الحجر) سأله المنشط: من فعل بك هذا؟ اجاب وفي جوابه صراحة ودرس.. قال: (انه الشراب، الشراب خراب) هذا الرجل حرّك عواطفي نحوه فدعوت الله ان يقبل توبته. وهذا الرجل وجدت في حضوره وعرض حالته وصدقه قد لسانه ما يجعلني اشكره لأنه قدم درسا حيا عن الخمر ومضار الخمر لمن يشربون الخمر ويدمنون على شراب الخمر. انه يقول لهم: هأنذا امامكم، انظروا ما فعل بي الخمر.. وكأنه يقول لهم: اجتنبوا الخمر كما قال الله فيه (فاجتنبوه). كأنه يردد ويذكّر بقول الله تعالى: (يا ايها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون، انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله).. اني كنت اشاهد الحالة التي عليها لطفي جرمانة فأتذكر هؤلاء الذين يتفلسفون في آيات الخمر في القرآن ويقولون (لم نجد فيها تحريم الخمر).. أليس عجبا هذا الذي يتقولونه والله يقرنها بالميسر والانصاب والازلام ويصفها بأنها من عمل الشيطان؟ كيف يدّعي المدعون ان الخمر لم تحرم في القرآن ومضارها الصحية والمالية واضحة على وجه لطفي جرمانة وامثاله كثير بالامس واليوم؟ كيف لا يحرّمها الله ومضارها اكثر من منافعها؟ الله حرّمها رغم انف المعاندين؟ كيف لا يحرمها الله وهي ام الخبائث كما جاء في قول عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو يروي قصة العابد الذي دفعته غانية الى الزنى فرفض فلما احتالت عليه وادخلته دارها كرها خيّرته بين شرب الخمر او قتل صبيّ كان معها او مواقعتها فاختار شرب الخمر فإذا هو بعد الخمر يقتل الصبي ويواقعها؟ انا اسأل واحب ان افهم