ما معنى الحوار؟ أليس معناه النقاش؟ والنقاش أليس معناه أن تطرح عليّ رأيك فأسمعك وأطرح عليك رأيي فتسمعني ولماذا هو الحوار النقاش؟ أليس لتقنعني برأيك وأقنعك برأيي ونصل الى ماينفع؟ هل تعرفون أن هذا الحوار كان في عهد بورقيبة؟ ولكن كيف كان؟ كان المواطن يحضر في اجتماع شعبة دستورية أو مندوبية حزبية ،مثلا يقول ويقول ويقول ما يريد أن يقول وهو يظن أن المسؤول عن الاجتماع يسمعه ويفهمه والواقع غير ذلك. ان المسؤول في الاجتماع أطرش ولذلك لايقبل رأي الآخر وانما يفرض رأيه الذي يطرحه في خطابه الذي أعدّه قبل مجيئه. في بداية السنة الدراسية 19571958 دعيت من طرف وزير التربية الأستاذ محمود المسعدي مع اثنين من أصدقائي لحوار في الوزارة، وفي مكتبه طرحنا رأينا، وقدمنا مطالبنا ولكنه كان معنا في (حوار الطرشان) كان له رأي وعلينا أن نقبله وكفى ولايهمه ما نراه. كان الحوار في عهد بورقيبة وخاصة أيام الوزير احمد بن صالح... كان حوار الطرشان، ما يراه المسؤول هو الذي يجب أن يحظى بالقبول ذاك حوار الطرشان في عهد بورقيبة وهو نفس الحوار في عهد بن علي كان فوقيا. واليوم اليوم في عهد الثورة كيف كان وصار واصبح وأمسى الحوار؟ الحوار موجود ووسائل الإعلام كلها تبشر بالحوار المفتوح. وكافة الأحزاب والمنظمات تحمد الله على أن من مكاسب الثورة الحوار الديمقراطي المدني الحداثي أليس كذلك؟ لكن كيف كان ويكون الحوار؟ بالمثال يتضح الحال الجامعة العامة لنقابة التعليم الثانوي تطرح على الوزارة مطالبها. وتدعو للحوار وتدخل وتخرج في الحوار ولكنه (حوار الطرشان)، ما تراه النقابة وما تطالب به هو الذي يجب أن يقبل ويكون وليس المهم رأي الوزارة وظروفها. آلاف يوقفون الانتاج في الحوض المنجمي ويطالبون المسؤولين بالحوار ويفتح باب الحوار فاذا هو حوار الطرشان مايراه وما يطالب به الالاف الذين تجمعوا حول الحوض هو الذي يجب أن يكون ولايسمعون مقترحات الطرف والأطراف الأخرى لماذا؟ لأنه حوار الطرشان لاقيمة فيه لرأي المنظمات والنواب والسلطة وكم من اضرابات واحتجاجات فتح فيها الحوار فكان حوار الطرشان لا يسمع فيه الا صاحب المطالب ان الكلمة فيه للقاعدة فالى ماذا وصلت تونس بهذا الحوار؟ أسأل وأحب أن أفهم!!