بعد اسبوع واحد من الاعلان عن وصول الاحتياطي من العملة الصعبة لبلادنا الى قيمة متدنية جدا ورفع الخبراء لصيحات فزع من خطورة الوضع الا ان كل هذا لم ينفع ولم يشفع حيث تم الاعلان مجددا من قبل البنك المركزي كون التدهور يتواصل حيث وصلنا حاليا الى 80يوم توريد فقط وهو رقم يكاد يكون غير مسبوق.هذه الازمة التي تمر بها البلاد والتي تعد ليست الوحيدة تأتي بالتزامن مع توترات اجتماعية كثيرة في العديد من مناطق البلاد مثل الحوض المنجمي وتطاوين لنصل الى وضع يمكن ان نصفه بكونه متأزم بالكامل. معضلة التوريد التدهور الخطير للمخزون من العملة الصعبة لا يمكن فصله عن تحول التوريد الى مشكلة ومعضلة أي انه توريد عشوائي ومبالغ فيه يستنزف مقدرات البلاد من الدولار والاورو لكن رغم اعلان الحكومة صراحة كونها اتجهت لخيار ترشيد التوريد والتحكم فيه قدر الامكان من خلال التخلي عن السلع الكمالية الا ان هذاالخيار لم يعطي اي نتائج ايجابية الى الان والسؤال هنا:هل فعلا هناك ترشيد في التوريد ام انه مجرد شعار؟لكن رغم ان الوضع اليوم متدهور للغاية الا ان هناك مؤشرات تطلق قد تكون موضوعية نسبيا وهي ان انهيار مخزون العملة الصعبة سببه الدفوعات الكبيرة التي تضطر الدولة لصرفها في الثلاثي الاول من السنة وبعدها قد يتحسن الوضع المالي ونقصد العملة الصعبة هنا مع دخول عائدات المنتوجات المصدرة للخارج على غرار زيت الزيتون والتمور وايضا انطلاق الموسم السياحي