نبهنا مرارا لخطورة ما يحدث في قطاع كرة القدم التونسية الذي نخره الفساد في كل أجزائه ومكوناته ، وعبثت به أيادي الفوضى والإنفلات والإنتهازية والتسيب والغش والتحيل والإستغلال الفاحش . لوكانت الدولة موجودة لما وقفت مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث في القطاع الرياضي وتركت الحبل على الغارب لمراكز القوى ليعبثوا كما شاؤوا في قطاع أصبح الفساد فيه مكشوفا ومفضوحا و" يعيط يا بابا يا أمي " ! وكنا في موقع الصريح أون لاين قد كشفنا عن الكثير من التجاوزات وناشدنا رئيس الحكومة ووزيرة الشباب والرياضة وحذرناهما من مغبة التمادي في تجاهلها ، لكن لا رئيس الحكومة إهتم بالأمر ولا وزيرة الشباب والرياضة تحركت ، رغم طاقم المستشارين لديها والذي يفوق عددهم ما كان يحيط بكل الوزراء الذين تعاقبوا على هذه الوزارة منذ إنشائها ! ماذا يفعل كل هؤلاء وماذا يديرون وما هي الملفات التي يدعون دراستها والإهتمام بها ؟! هل بمثل هذه الإختيارات ذات المرجعيات الشخصية والتفاعلية والزبائنية يمكن إصلاح الأوضاع في قطاع يستقطب إهتمام الناس وخاصة الفئات الشابة ؟! وهل بهيكل جامعي يرأسه ، غصبا عن الجميع وبدعم حزبي مفضوح ، وديع الجريء الذي يشرف على إدارة مسابقات مغشوشة ومنظومة إحترافية منحرفة يمكن تطوير كرة القدم التونسية !؟ أسئلة عديدة ومشحونة بالحيرة والألم يطرحها الناس ب0ستمرار وتدفع جماهير الكرة إلى اقتراف أبشع وأخطر أعمال الشغب والعنف . ليعلم المسؤولون السياسيون الذين تخصصوا في الإفتاء الثورجي المقرف أن الحراك الشعبي الذي أطاح بنظام زين العابدين بن علي وجاء بهم إلى السلطة بدأ في ملاعب الكرة إحتجاجا على الفساد الذي نخر جميع القطاعات وتنفذ لوبيات التحيل والغش و0ختراقهم القطاع الرياضي ل0ستغلاله في مهامهم القذرة ، تذكروا ما فعله سليم شيبوب وبلحسن وعماد الطرابلسي ومن يدور في فلكهم خلال السنوات التي سبقت سقوط نظام بن علي و0ربطوا الأحداث والأسماء والتداعيات برابط جدلي موضوعي وسوف تكتشفون أن الفساد الرياضي هو الذي تسبب بشكل كبير في سقوط النظام السابق ، فالملاعب هي محاضن الغضب والتمرد ، وكلما تتالت الخيبات الرياضة إلا و0زدادت الرغبة في إضرام فتيل الثورة أكثر . يجب أن نعترف أن حال الرياضة من حال البلاد التي تدحرجت إلى أسفل السافلين ، فالطبقة السياسية مفلسة بالكامل والمتموقعون في تلك الحوانيت التي يسمونها أحزابا مصابون بداء النباح الهستيري المقرف في بلاتوهات الدعارة الإعلامية . تفاقمت الأزمات في البلاد بشكل خطير جدا وشملت كل المجالات دون إستثناء وتعرى عجز السلط بشكل مفضوح وفقد الشعب المحبط الثقة في كل شيء إذ تراكمت الخيبات على إيقاع مكثف وسريع وبدأت رياح الغضب تنفخ في الجمرات الملتحفة بالرماد ، وقد تشتعل وتضطرم بين اللحظة والأخرى ولن تترك مجالا لتطويقها ، ولكن من تراه يسمعك فكل طرف يتغنى برغباته وطموحاته وحساباته وأجنداته دون إدراك لتداعي السقف الذي سيسقط على رؤوس الجميع .