وصل الاحتياطي من العملة الصعبة لبلادنا مستوى غير مسبوق حتى في أحلك الأزمات السابقة أي 78يوم توريد فقط في حين أن المعدل الطبيعي يجب ألا يقل عن مائة يوم.لكن رغم هذه الوضعية الصعبة و الخانقة فان السياسيين والحكومة تحديدا تتعامل مع الوضع وكأنه عادي وتطمئن الشعب الكريم كون الوضعسيتحسن بعد مدة عندما تدخل موارد زيت الزيتون والفسفاط بعد عودة انتاجه لنسقه العادي وأيضا بعد أن ندخل في الموسم السياحي.قد يكون هذا التقييم مقبولا ولو نسبيا لكن هل أن تعامل الحكومات مثل تعامل الأفراد أي أليس مطلوبا من الحكومة أن تخطط وتبرمج وتضع في اعتبارها كل الاحتمالات الممكنة بمعنى ألا تدرك الحكومة كون بداية العام تشهد دائما شحا في الموارد من العملة الصعبة في مقابل انفاقات كثيرة خاصة في تسديد القروض وفوائدها أم صار ينطبق على الوضع "ماشية بالبركة"؟ فترة صعبة رغم أن المخزون من العلمة الصعبة نزل عن مستواه العادي بكثير الا أن المؤشرات تدل كون الوضع لن يتحسن في القريب العاجل وهو ما يعني أن الدولة ستضطر للتقليص من وارداتها والمشكل ليس في كل الواردات فالتونسي لم يطلب جلب الموز أو العطور الفاخرة من الخارج لكنه بات يخشى من أن التقليص قد يشمل الأدوية والمواد الغذائية الأساسية المدعمة وأيضا هناك مخاوف جدية من أن تلجأ الحكومة للحل الذي بات سهلا وهو الترفيع مجددا في سعر المحروقات والمواد الغذائية.