كتب محمد الهاشمي الحامدي التدوينة التالية: موقف سيء جدا ومشين لحركة النهضة (المحسوبة على تيار الإخوان المسلمين في العالم) من دعوة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي وآخرين لتغيير أحكام الميراث في تونس... صَعُب على المتحدث باسمهم ان يقول اللهم هذا منكر. ولكنه تمادى لأسوأ من ذلك، وقال كلاما يفهم منه تاييد الفكرة، حيث تباهى بالقول "نحن في حركة النهضة مع المساواة ومع رفض التمييز". لعلمكم هذه هي مبررات الباجي يوم دعا لتغيير احكام الميراث في 3 اوت/أغسطس الماضي. الآن يتأكد أن تأييد لطفي زيتون مستشار الغنوشي لدعوة الباجي قائد السبسي لتغيير أحكام الميراث لم يأت من فراغ. فإذا أضفتم لذلك زيارة بعض قادة النهضة لمصنع خمور في ولاية نابل، وتصويتهم لتخفيض الرسوم على الخمور الفاخرة، وتصويتهم من قبل ضد مقترح تيار المحبة باعتماد الإسلام المصدر الأساسي للتشريع في دستور البلاد، تتضح الصورة لكل باحث عن الحق بالعدل والإنصاف والموضوعية. هذا بالإضافة طبعا لتصويتهم ضد مقترحات تيار المحبة الاخرى بزيادة الضرائب على الأغنياء وصرف منحة البطالة للعاطلين عن العمل وتأمين دفتر العلاج للفقراء المحرومين من التغطية الصحية. الخلاصة: رأيي انه حتى لو سيطر النهضويون غدا على كل مفاصل الحكم في تونس لعشر سنوات أو لخمسين سنة قادمة فقد خسروا أنفسهم ومبادئهم، وتأكد أنهم لا يُستأمنون على ثوابت الدين في تونس. هنا الدليل على ما قلته. انظروا ما قاله الناطق الرسمي باسم حركة النهضة لصحيفة عربي 21 القطرية التي تصدر في لندن: "وبخصوص الموقف الرسمي لحركة النهضة حول إقرار المساواة في الميراث، اعتبر الناطق الرسمي باسم الحركة عماد الخميري، أن الموقف النهائي للحركة لم يتبلور حتى اللحظة باعتبار أن اللجنة الموكول لها من قبل السبسي تقديم تصوراتها حول هذه المسألة لم تقدم بعد مبادرة تشريعية تعرض على البرلمان. وتابع خلال حديثه ل"عربي21": "نحن في النهضة مع المساواة ومع رفض التمييز، ولكن هذه القوانين ذات الطبيعة المعقدة التي يتقاطع فيها الاجتماعي بالديني وبالاقتصادي والثقافي تحتاج أن تكون ناضجة في شكل قانون ليكون لنا فيها رأي ملزم للحركة".