اذا كان لي ان اصف سي علي بن العربي الذي تفرّغ طيلة حياته لخدمة الثقافة والاعلام وعاصر العديد من عمالقة وزراء الثقافة في تونس من امثال الشاذلي القليبي ومحمود المسعدي ومحمد اليعلاوي فانني اصفه بالسباح الماهر في بحر الثقافة...ولكنه لم يقف عند حد السباحة..فاضاف اليها الغوص العميق...واستخراج الدرر الثقافية والاعلامية..دون ادعاء..او (تفشليم). ولا اظن علي بن العربي الا من القلائل في تونس الذين عايشوا الثقافة والاعلام معايشة عميقة..وجدية..ولصيقة..فاصبح بامكانهم ان يقدموا شهاداتهم عن الاعمال والمنجزات الثقافية والاعلامية التي تم انجازها طيلة نصف قرن او يزيد منذ الاستقلال والى السنوات الاولى من القرن الواحد والعشرين بكل اقتدار ومعرفة وصدق.. هذا رجل عرف البيت الثقافي والاعلامي في تونس من الداخل..ومن زواياه المختلفة..وبكل ابطاله وجنوده وشخصياته وخباياه وخفاياه واسراره واحداثه .وساهم في العديد من احداثه وتظاهراته ومغامراته ..ولذلك فهو يعد دون شك احد اكبر رموز الثقافة والاعلام في تونس ويستحق عن جدارة ان نقول انه جندي من جنود البلاد الذين ركزوا الدولة الوطنية بعد الاستقلال..وقد قدم شهادة جيدة وممتازة وثرية جدا عن تاريخ الثقافة الوطنية ستكون خير عون للدارسين في الشان الثقافي..وهذه الدراسة نشرها في كتاب ضخم نشرته دار سحرللنشر بعنوان (سياسات الثقافة التي نريد...سبعون سنة من تاملات وتصورات اجيال المثقفين ).