علي عبيد فنان من المع واذكى واطرف من تخصص في فن الكريكاتور في تونس...وهو فنان عصامي بالسليقة..ولكنه عبقري باتم معنى الكلمة...ولا يمكن ان لا تعبر عن اعجابك باي لوحة يرسمها...وخصوصا في اللوحات التي يرسمها لمختلف الشخصيات المعروفة والشعبية والتي تحظى بالشهرة بين الناس.. ولعل اكبر ميزة يتميز بها كاريكاتور عبيد هي ما يمكن تسميته بالقوة الناعمة...واللطف..والنعومة...انه يلعب على العيوب ..والنقائص..والجوانب السلبية ولكن دون وقاحة...ودون سفالة...ودون حقد...ودون كراهية...وبكل كياسة...ونباهة...ولياقة... وقد حدث مرة ان رسم لوحة كاريكاتورية للشاعر احمد اللغماني وهو يمسك بين يديه (بندير)وهو يبندر...واراد عبيد بهذه اللوحة التي نشرها في الملحق الثقافي لجريدة العمل ان يقول ان اللغماني يبندر بشعره للرئيس الحبيب بورقيبة...فقامت القيامة ولم تقعد ومما زاد الطين بلة ان الكاريكاتور نشرته جريدة العمل ..جريدة بورقيبة...وهو ما اعتبره عملية استفزازية موجهة ضده...وغضب اللغماني غضبا شديدا..وتم استدعاء عبيد للقصر واسمعه بورقيبة(وسخ وذنيه)...ووبخه...وكاد يضربه...ولكنه لم يضعه في السجن...ولم يحاكمه...ولم يقطع رزقه...وان كان (حسها)..غير انه بحكمته قدر انه سيكون هو الخاسر لو وضع عبيد الفنان..والمثقف..وولد الشعب في السجن ..وفضل ان (يبلع السكين بدمها)..ويكبح غضبه..ويسترضي اللغماني المجروح... وعبيد يمكن وصفه بانه (ولد الربط) فلقد نشا وتربى وترعرع وعاش في حومة شعبية..ولذلك فان نقطة قوته في رسوماته تتمثل في قربها من الذائقة الشعبية..وسهولتها...وعفويتها..و(ضمارها)..وقدرتها على التعبير المهذب فلا وقاحة ولا فجاجة..ولا قلة حياء..