افتتح عشيّة السبت 2 فيفري الجاري معرض للخطّ التّشكيليّ بقاعة العروض بدار الثقافة الشّيخ ادريس ببنزرت وهو معرض للفنّان سامي الغربي باعتبار أنّ هذا الشّابّ هو موسيقي قبل كلّ شيء إذ ينشط في فرقة (الإخوة الغربيّ) الموسيقية وهو يعزف على آلة القيثارة ذات الأربعة أوتار ويندرج هذا المعرض ضمن الرّسم المعتمد على الخطّ التّشكيليّ إذ يضمّ ثلاثين لوحة يجمع بينها رسم جمل وكلمات بالعربية مع تنوّع المساحة التّي تحويها هذه الخطوط على مستوى الألوان والتّقنية المستعملة ولكنّ الطّريقة الطّاغية في الرّسم في هذه اللّوحات هي الرّسم الأكريليكي مع الحبر خاصّة ومع القماش في بعض اللّوحات وفي حديثنا مع هذا الرّسّام أكّد عصاميته في هذا الميدان معتبرا أنّ اتّخاذه للخطّ التّشكيليّ يعبّر عن ميله إلى هذا النّوع من الرّسم. وتحمل اللّوحات رسوما للخطّ تتوزّع خاصّة بين الآيات القرآنية والحكم والأشعار وقد تقتصر على رسم كلمة يحتفل بها الخطّاط مثل لوحة (العدل) ولوحة (الحرّيّة) ولوحة (سلم). ونلاحظ في بعض اللّوحات حضور الوجه الآخر لهذا الفنّان وهو الوجه الموسيقي وذلك من خلال لوحتين هما لوحة (بندير) ولوحة (طبلة) اللّتين تمثّلتا في وضع آلة البندير وآلة الطّبلة الموسيقيّتين داخل المعرض وقد رسمت عليهما خطوط بالحبر على الجلد ولذلك فإنّ هاجس هذا الفنّان هو إقامة جسور تواصل بين فنّ الموسيقى وفنّ الرّسم في عروضه القادمة الموسيقية والتّشكيلية على حدّ سواء ورغم مشاركة هذا الرّسّام في معارض سابقة ومنها المعرض الجماعي للصّالون الأوّل للخطّ العربي الذّي أقيم في شهر ماي من السنة الماضية بفضاء الفنون بالمرسى فإنّ سامي الغربي يعترف لنا بأنّ شهرته الموسيقية قد طغت على إبداعه في فنّ الخطّ وهو يلمّح إلى تجاهل وسائل الإعلام في تونس لإبداعه في هذا المجال رغم أنّه يصرّح مفتخرا بأنّ أوّل وسيلة إعلام خصّته بالذّكر هي مجلّة أمريكية صدّرت غلافها بإحدى لوحاته فقد اقنعت موهبته وفنّه وقدرته على الإبداع صاحبة المقال حوله. ويستمرّ هذا المعرض الذّي ترعاه وداديّة قدماء معاهد بنزرت إلى يوم 8 فيفري الجاري