كان رئيس الحكومة يظن ان بزيارته لوزير الصحة سيكسب الجولة و سيحد من شعبيته التي اكتسحت البلاد في الساعات الاخيرة ..وسيحسب الاضواء منه واذا بالسحر ينقلب على الساحر...لقد ادت زيارته الى نتيجة عكسية تماما اذ اعادت الحياة لحادثة مرض وزير الصحة..والمجهود غير العادي الذي يبذله في خدمة الشعب...وعوض ان يهتم الاعلام بزيارة رئيس الحكومة راح يكيل الثناء والاطراء لوزير الصحة...واتصلت عدة تلفزات واذاعات بهذا الوزير ليتكلم عن وعكته الصحية التي المت به نتيجة مابذله من جهد في زيارته الفجئية...وفي كل تصريحاته تجاهل رئيس الحكومة ..ولم يذكر الا رئيس الجمهورية..ووصفه بالسراج المنير..وقال انه هو من يشحنه بالطاقة الايجابية ليخدم الشعب وخصوصا الفئات الضعيفة...واكد ان كل نجاح تحققه البلاد انما يرجع الفضل فيه لعبقرية السيد الرئيس الذي وهب نفسه وفكره وعبقريته لتطوير بلاده تطويرا اذهل العالم..واعلن في ختام تصريحاته ان الاممالمتحدة قررت عقد ندوة في مقرها بنييورك تسلط الاضواء على تجربة السيد الرئيس في الحكم الرشيد..ولكنه لم يذكر تاريخ هذه الندوة ..ولا من سيحضرها..(وخلاها في المهموتة) لان الوزير يؤمن ايمان العجائز بان ذاكرة الشعوب (سطل منقوب) ولذلك فبامكانك ان تقول ما تشاء(واكتب على الحوت وسيب في البحر)... وعندما حل رئيس الحكومة بمقر رئاسة الحكومة لاحظ الجميع ان (الدجاج الاكحل داير بيه)..فتجنبته السكرتيرة...ومدير الديوان...وكان الشاوش وهو يساله عن قهوته في حالة ذعر فنهره وامره بان (يقلب وجهو)...وجلس على مكتبه وهو هائج مائج..واخذ الجرائد ورمى بها في سلة المهملات..وامر السكرتيرة بالهاتف بان تطلب من مدير ديوانه..ومستشاره السياسي..وملحقه الاعلامي الحضور لديه بسرعة..وماهي الا لحظات حتى كان الجميع امامه ...وطلب منهم وهو (يغلي) ان يجلسوا..ثم طلب منهم ان يقيموا مااسماه بمصيبة زيارته الى بيت وزير الصحة...وهنا تذكر برودة حرم لله زليخة وهي تسلم عليه فاصفر وجهه وهاج اكثر ورمى بمنفضة السقائر على الحائط ..فاحدثت دويا قويا سمعته السكرتيرة فجاءت دون استئذان فطردها وامرها بان(تشد بيروها وتسكر فمها)..اما الملحق الاعلامي فقد انتفض المسكين في مكانه وهو شاب في مقتبل العمر وقليل الخبرة بالعمل الاداري ونحيل الجسم وعندما يشارك في الاجتماعت يكاد لايظهر ولايشعر احد بوجوده...ولاحظ رئيس الحكومة ان ملحقه الاعلامي (تهز وتحط في بقعتو) تمنى ان يصفعه وساله(اشنوة سي الشباب ما عجبكش)...وقال له(استوي روحك والا ماتخدمش معايا..وشوف هاك الخدمة الباهية اللي تخدم فيها...انا نخدم ..ونكلت..ونزور..والاعلام يتكلم على وزير الصحة..وانت وين يا سي الفرزيط..ماكش هنا)..والتفت الى مستشاره السياسي فوجده يمسك بقلم يخربش به فوق ورقة وكان الموضوع لا يعنيه..وتمنى كذلك ان يصفعه ..وان ياكل له اذنه ..وان يسبه..ولكنه سكت برهة ثم تهجم عليه تهجما واضحا واتهمه بالتقصير وحمله مسؤولية فشل زيارته لبيت وزير الصحة...وقال له(كان المفروض تنصحني باش ما نعملش ها الزيارة الكلبة..وما نمشيش لهذا وزير الصحة جملة اللي ولى يحاكك فيا عيني عينك..والله اعلم يمكن قاعد تخدملو..وتبسسلو..باش كيف يتسمى هو يسميك وزير..انا وليت نشك حتى حوايجي)...ولم يتحمل المستشار الهجوم والاتهام..وغادر الاجتماع بعد ان هدد بالاستقالة...وقال للجميع انه سيعلم السيد الرئيس بما لحقه من اهانة فيها اذلال لشخصه....ولم يعبا رئيس الحكومة بالتهديد بالاستقالة..ولكنه عندما سمع كلمة السيد الرئيس تململ في مقعده..وندم على ماقال..وخاف من رد فعل الرئيس..وتوقع ان يصب موقفه من مستشاره لفائدة وزير الصحة فنهض ومنعه من المغادرة واعتذر له وطيب له خاطره