يحيي الشعب التونسي هذه الليلة ذكرى وفاة الزعيم الحبيب رحمة الله عليه وذلك بعد تجاهله في فترة ما وبعد الانقلاب عليه وإلزامه بالإقامة الجبرية بالمنستير لعدة سنين الا من القليل. وانا بحكم انتمائي لحزبه منذ صرت مدركا الى يوم إنهاء عهده ذات ليلة، وكنت في أيامه معتمدا لأكثر من عشرة سنين، بصفاقس وعين دراهم والنفيضة وسوسة بعد القصرين، وتوليت الولاية في كل من الكاف وقفصة والقيروان ثم وال للولاة بوزارة الداخلية لنفس المدة أي عشر سنين، وبعدها أنتخبت عضوا باللجنة المركزية في حزب بورقيبة من سنة 1981 الى 1986 وأصبحت نائبا في مجلس الأمة عن دائرة المنستير لدورة واحدة، ولم أكن املك له بعدها له الا الحب والاحترام والتقدير. اما اليوم وقد رايت القوم يتسابقون في حبه ويذكرونه كلما اشتدت بهم السنون، كان ذلك من حق الصادقين، لكن الذين يستعملون اسمه ونضاله ومواقفه في الكفاح وفي بناء الدولة الحديثة، كان عليهم بعدما تولوا السلطة الاقتداء به، في الصدق والامانة والتفاني وتقديم المصلحة العامة عما يبحثون عليه. لقد رايت البعض منهم اليوم يتباكون عليه بدون حب لتونس وتقديمها عن مصالحهم الشخصية والذاتية وهم يكذبون. فانا ارى ذلك لا يرضى ما كان اوصانا به الزعيم في حياته وفي خطبه ونصائحه المكتوبة والمحفوظة صوتا وصورة ومنها خوفه على تونس من ابنائها وليس من العدو الخارجي، لكنني وجدتهم مثلما قال الله في كتابه العزيز (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ :(53 المؤمنون). صدق الله العظيم.