اعتاد المشاهد التونسي كلّ مساء خميس وجمعة يضغط على الزرّ ويهجر قنواتنا التونسيّة ويتابع القنوات المصريّة فهي اعتادت بثّ مجموعة من المسرحيات وأغلبها المسرحات الكوميديّة التي يمثّل فيها نجوم الضحك في مصر.. والحقيقة أن المشاهد التونسي قلق وفد من الكبّي ومن الهموم الجامدة ومن عرك ومعروك السياسيين ومن الأزمات الخانقة والمشاكل العائلية المزمنة لذلك يهرب من القيل والقال وتقعيد العود والعرك والمعروك ويتحوّل الى المسرح الضاحك ليقضّي وقتا مرحا تتفرهد فيه القلوب وترتاح النفوس من عناء وشقاء الأيام الكلبة.. بينما قنواتنا ترفض أن تفرهدنا ولا تحبّ أن تبثّ ما يفرح به المشاهدون تتعمّد الكبّي وتكسير الكرايم وتركيب الهموم على القلوب الى حد الفدّة فلنا مسرحيات كثيرة عند تلفزاتنا ولكنّهم لا يبثّونها يريدون أن نبقى من فدّة لفدّة من قهرة لقهرة لذلك لا نقترح عليهم المسرحيات في السهرات مثل المصريين ولكن نقول لهم هناك زر سنضغط عليه ونهجركم هذا ما قرّرناه..