في تصريح مثير وغريب قالت زينة القصرينية التي عرفت لسنوات طويلة بغنائها الشعبي " إنها امرأة مسلمة وتقرأ القرآن وتعرف أن صوت المرأة عورة وتريد أن تؤدي فريضة الحج وأن تقابل وجه ربها بوجه نظيف وأنها لن تنتظر حتى تبلع الستين من عمرها لتعتزل الغناء وأنها سوف تتخذ قرارها قريبا وأن الذي جعلها تسلك هذا الطريق هو الحاجة والفقر " وجه الغرابة فيما صرحت به زينة القصرينية في ربطها اعتزالها الغناء بكون صوت المرأة عورة واعتبارها أن هذه القناعة هي من جوهر الدين الاسلامي وتشريعاته فلو قالت أنها سوف تترك الغناء لكونها قد تقدمت في السن ولم تعد قادرة على مواصلة الغناء وأن سنها لم يعد يسمح لها بمواصلة مشوارها الفني بنفس النسق لكنا قد قبلنا ذلك ومر تصريحها دون أن يحدث ضجة ودون أن نتوقف عنده ولأعتبر تصريحا عاديا أما أن تبرر اعتزالها الغناء بكون صوت المرأة عورة فهذا هو المشكل الذي جعل الكثير من الناس يستنكرون هذا التصريح . لقد اعتبر هذا الكلام إهانة للمرأة وكلاما غير مقبول في هذا العصر الذي أصبحت فيه المرأة تحتل مكانة متقدمة في الحياة والمجتمع وهو كلام لا يستقيم حتى مع الشرع والدين الذي لا يقول بعورة صوت المرأة وليس هناك أي نص ديني صحيح يمنع المرأة من أن تتكلم وليس هناك أي نص ثابت يصف صوت المرأة بأنه عورة وإنما هذا التصور وهذه القناعة هي من نتاج ثقافة عصر الانحطاط وعصور التراجع الحضاري و زمن الجهل المقدس وزمن ضياع الدين وهيمنة الدروشة والقحط الثقافي. في هذا التصريح اعتبرت هذه المطربة انها استفاقت اليوم على أنها قد سلكت الطريق الخطأ وأن ضميرها قد استفاق وجعلها تقرر الاعتزال وتعلن توبتها وتقرر اتباع نهج العبادة والتقرب إلى الله و رغبتها أن تلقاه وهي نظيفة من هذا الطريق وهذا حقها ولا ينازعها فيه أحد ولكن الاشكال في ربطها كما قلنا بين الاعتزال وفكرة عورة صوت المرأة وهي مسألة في ثقافتنا تحتاج الى مراجعة وتصحيح حتى ننقي ثقافتنا الدينية من هذه الافكار الغريبة عن الدين الإسلامي وتشوهه .. لقد كان من الأولى بها أن تقرر الاعتزال بعيدا عن هذا التبرير المدان دينيا وأن تقدم أسبابا أخرى غير عورة صوت المرأة.