نتائج الانتخابات البلدية في ولاية صفاقس كانت مخيّبة للآمال بالنّسبة لحركة نداء تونس التي تحصّلت على نسبة متواضعة نسبيّا من المقاعد بالنّسبة لمختلف الدّوائر البلدية بالجهة مقارنة بحركة النّهضة. وفي حين احتفل مؤيّدو هذه الأخيرة بالنّتائج "الباهرة" التي حقّقها حزبهم بساحات وأحياء مدينة صفاقس وأحوازها ومعتمدياتها خلال اللّيلة الماضية أصيب أنصار حركة نداء تونس بخيبة كبرى وعاشوا كابوسا لم يكن يخطر على بالهم إلى غاية اللّحظات الأخيرة التي سبقت انطلاق عملية الاقتراع صباح يوم أمس الأحد. منصف خماخم رئيس قائمة حركة نداء تونس بالنّسبة للدّائرة البلدية صفاقسالمدينة كان من أكبر المتضرّرين من تراجع شعبية هذه الحركة التي مثّلها في الانتخابات البلدية ليوم أمس بعد أن كان ينوي قبل أشهر الترشّح لهذه الانتخابات على رأس قائمة مستقلّة. كما أنّ خماخم كان يراهن على كسب الآلاف من أصوات الشّباب من أحبّاء النّادي الرياضي الصفاقسي في الانتخابات لكن – ومن سوء حظّه – كان هناك عزوف كبير عن المشاركة في عملية الاقتراع من قبل الشّباب بعد أن يئسوا من الوعود الواهية التي قدّمها لهم السّياسيون وأشباه السياسيّين منذ قيام ثورة الحرّية والكرامة دون أن يكون هناك تجسيم لهذه الوعود على أرض الواقع. من جهة أخرى نشير كذلك إلى أنّ جانبا هامّا من أحبّاء السّي آس آس انقلبوا على رئيس ناديهم منصف خماخم وانطلقوا في حملة واسعة ضدّه منذ بضعة أسابيع تهدف لعدم التّصويت لفائدته في الانتخابات البلدية... وفي الواقع يمكن القول أنّ أحبّاء الأبيض والأسود خذلوا خماخم وتنكّروا له والسّبب هو تواضع نتائج الجمعية في مختلف الفروع رغم أنّ الرّجل قدّم تضحيات جسام خلال مدّته النيابية وصرف ما يناهز 12 مليارا من ماله الخاصّ من أجل تصفية الدّيون والإيفاء بتعهّدات الهيئة المديرة تجاه مختلف الأطراف ومجابهة المصاريف اليومية. منصف خماخم كان يبدو قبل بضعة أشهر في طريق مفتوح لتحقيق فوز ساحق في الانتخابات البلدية وبالتّالي تولّي رئاسة بلدية صفاقس الكبرى دون عناء لكنّ انقلاب أحبّاء النّادي الرياضي الصفاقسي عليه حال دون ذلك. الأمر الذي لا ريب فيه هو أنّ رئيس الهيئة المديرة لنادي عاصمة الجنوب منصف خماخم – وبالرّغم من هذه الظّروف والعراقيل – حقّق نجاحا نسبيّا في الانتخابات البلدية ليوم أمس الأحد وضمن بالتّالي مقعدا بالمجلس البلدي غير أنّ رئاسته لهذا الأخير تبقى رهينة انتخابه لهذا المنصب من قبل بقية أعضاء المجلس النّاجحين في الانتخابات.