ما يطرح حاليا من جدل كبير حول تولي سعاد عبد الرحيم لرئاسة بلدية تونس انتقل من صراع بين النهضة والنداء حول منصب مهم وله رمزية كبيرة إلى صراع من نوع آخر حيث بات الحديث عن ملف مغاير تماما وهو هل يجوز للمرأة تحمل مثل هذا المنصب . الغريب ان المعارضة جاءت من الحداثيين او على الأقل من بعضهم ومن البعض ضمن المشروع الوطني اي مشروع الدولة الحديثة حيث ان المكلف بالإعلام في النداء يضرب مثلا في الإعلام وهو : هل يمكن لامرأة ان تحضر ليلة ال27 من رمضان في جامع الزيتونة لإحياء ليلة القدر. هذا المثال الذي عكس موقفا احدث صدمة كونه جاء من حداثيين وهو ما جعل البعض يتساءل هل باتت النهضة أكثر حداثة من الحداثيين؟
الواقعية
الأمر الواضح هنا ان الأمر بالنسبة للنهضة خاصة لا يرتبط أساسا بالحداثة او الفكر المحافظ بل الواقعية السياسية اي ان هناك خطوات مدروسة تتخذ على غرار ترشيح امرأة لمنصب كان منذ أكثر من قرنين حكرا على الرجال وهو شيخ مدينة تونس. هذه الواقعية هي اساس العمل السياسي لذلك نجد النهضة نجحت في فرض نفسها لدى نسبة هامة من غير المنتمين خاصة في غياب أحزاب صلبة متماسكة اي ان النهضة قوية بضعف بقية الأحزاب لا بقوتها.