من أكثر الاشياء التي ازدهرت وتفوقت في بلادي خلال السنوات الاخيرة الزبلة...وقلة الحياء...والتفاهة بصورة خاصة....وقد ظهرت فئات ومجموعات وشرائح ترتزق من ممارستها للتفاهة (عيني عينك..وبصحة رقعة..وبكل وقاحة)...حتى انه يمكنك القول وسوف لا تخطئ ان التفاهة اصبحت صناعة....ولطالما اثارت هذه المسالة استغرابي...ولكن استغرابي زال ما ان علمت بوجود كتاب هام وضخم عنوانه (نظام التفاهة) للمفكر الكندي (الان دونو)..وانا لم اقرأ الكتاب ولكنني قرأت عنه فعرفت انه يقدم صورة مفصلة وكاملة متكاملة عن التفاهة وكيف انها ليست مجرد سلوك شاذ او مستهجن او قبيح وانما هي نمط من التفكير وثقافة لها اساليبها وقواعدها....اذن لدينا نحن في تونس عباقرة وخبراء يتمتعون بمواهب ممتازة في ممارسة التفاهة ونحن لا نعلم... علينا ان لانستهين بهذه الخبرات ومن حقنا ان نتباهى بها في العالم....وعلينا كذلك ان نستفيد من ثروتنا الوطنية من التفاهة...وربما نحتاج الى تنظيم حملة عنوانها (ويني التفاهة) على طريقة حملة (وينو البترول)...وتحيا التفاهة (اللي ولات مصدر عيش محترم للكثيرين من التافهين )