لقد جاءتنا الأخبار بان رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قد التقى بزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي ساعة من هذا النهار وانه ولئن لم يتسرب اي خبر عن فحوى هذا اللقاء الا انه لا يستبعد العقلاء ان هذا اللقاء قد تطرق الى خطاب رئيس الحكومة يوسف الشاهد وتبعاته ونتائجه السياسية لاتخاذ موقف موحد من هذا الرجل الذي شن هجوما قويا فجائيا عنيفا على حافظ السبسي شغل في هذين اليومين الأخيرين السياسيين وعامة التونسيين الذين اصبحوا ينتظرون نتيجة هذا الهجوم وخاصة موقف الأب السبسي ذي الخبرة السياسية الطويلة وذي الذكاء الواضح المعلوم والظاهر الغالب لدى العقلاء من المحللين ان السبسي الأب قد تفاجأ ايضا بموقف الشاهد وربما كان عليه من الغاضبين فتوجيه اصابع الاتهام العلني الصريح الى ابن السبسي من جانب رئيس الحكومة قد دفع بلا شك ولا جدال السبسي الأب الى المسارعة بلقاء الشيخ الغنوشي لمعرفة موقفه مما وقع من الشاهد وما صدر منه من الأقوال التي ان لم تكن زلزالا سياسيا فهي اشبه شيء بالزلزال وربما تدفع هذا الأقوال السبسي الأب الى الضغط السريع النافذ على شيخ حركة النهضة حتى يسحب يده ويقطع تحالفه وينهي مناصرته لصديقه الشاهد ويرضى بتنحيته وعزله بسرعة وعلى عجل وما ذلك بالأمر الغريب اذا علمنا ان شيخ حركة النهضة لا يريد ومنذ مدة معلومة ان يغضب السبسيين الأب والابن مجتمعين و هو يتوقع طبعا ويحتسب بعقله الرصين وبخبرة صراع ونضال السنين ما قد ينتج عن اغضابهما عنده ما لا يحمد عقباه في مسار العلاقة النفعية الاستراتيجية بين النهضويين بالندائيين وهو امر لا يحبه الشيخ النهضوي بالتاكيد ولا يرضى ان يقع فيه لا من الشمال ولا من اليمين فهل يكون لقاء السبسي بالغنوشي قد حسم فيه امر ومصير الشاهد بما قراناه وبما توقعناه؟ ام سيتفاجا التونسيون مرة اخرى وهو احتمال ضعيف ببقاء الشاهد في منصب رئاسة الحكومة وتشتد قبضته عليه بيمناه ويسراه؟ ومهما يكن من امر ومهما يكن من حال فقد صدق والله من كتب وقال ان اقوى مسلسل في رمضان هذا العام هو مسلسل مصير الشاهد وحكومته الذي نسال الله تعالى ان ينهيه في اقرب وقت وعلى احسن ما يرتجى وافضل ما يرام