الأمين السعيدي نصه الروائي ملتحف بزهد الإثارة وعبارته سيالة مدرارة... إنطلقت بدايته بميلاد "رواية ظل الشوك " سنة 2018 ما هر الأمين السعيدي في تحويل وصف الأحداث إلى سرد لمقومات الشخصية الروائية... أبطاله في الروايات من فاطمة إلى جورجينا...وفي جدف عكسي لأينشتاين حيث ينطلق اللغز العلمي من شوارع نيويورك...تنطلق الحبكة الروائية عند الأمين السعيدي من أرياف وقرى ومدن الجمهورية التونسية...عبارته دون إستقرار قلقة وفي ترحال مستمر .....يشبه قلقه الوجودي في الكتابة جبرا إبراهيم جبرا في روايته "البحث عن وليد مسعود " شخصيات الأمين السعيدي في رواياته من ظل الشوك إلى مواسم الريح... منهمكة ليس في رسم البدايات وإنما في ترتيب الغايات...نصوصه لم تقرأ بعد...فيها تصحيح للتاريخ وتدوين للقصص العاطفية غير المتحققة في الواقع...والوعود الإجتماعيةالمنسية و المؤجلة...رياحه مكتملة المواسم وأشواكه مثبتة في واقع الناس المشحون بفقر العبارة وغياب النكتة وفن الدعابة... الرواية عند الأمين السعيدي وجود دون ثرثرة وإبداع دون إكتمال... تدفع خواطره الروائية إلى فضح شخصية الواقع في أتراحه وأفراحه...حبره سيجارة ومن الاماكن ركن للكتابة... نقده السلس وعبارته المرنة تضع القارئ في مسؤولية إعادة القراءة... سينتبه القارئ لروايات الأمين السعيدي بعد عشرين سنة من لحظة القراءة أن الرواية حياة كاملة قد وقع التدوين فيها كل شيء... لقد كتب الأمين السعيدي في رواياته رحلة عميقة لتجارب الإنسان في كل الأعمار...وفي رواياته إنتقال عجيب في الأمكنة التي تدار فيها أحداث الرواية من تونس إلى نيويورك...لقد قال لنا المبدع الأمين السعيدي كل شيء...