و فاء لروحها و تكريما لها حملت الدورة الثانية لمهرجان بنزرت للتعبيرات الفنّية اسم الراحلة مريم الزياني التّي كانت وراء تأسيس هذا المهرجان المسرحي في السنة الفارطة و قد بذلت الفقيدة كلّ ما في وسعها لإنجاح الدورة الأولى و كان لها ذلك و كانت تأمل أن تكون الدّورة الثانية أفضل بكثير لكن "ما كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن" و كان الموت أسرع من أمنيات و أماني مريم الزياني.و الذي غيّبها قبل حلول موعد الدورة الثانيةلذلك حرسوا رفقاء دربها مواصلة المشوار من المسرحيين الشبان و كلّ من آمن بقدرات الفقيدة وواصلواما بدأته و كانت الدورة الثانية لمهرجان "الديودرام" في موعدها و تحمل اسم الفقيدة مريم الزياني وفاء لها و اعترافا بجميلها.. انطلاق هذهالدورة الثانية كان أمس 31 ماي 2018 بمقر النهضة التمثيلية ببنزرت و التّي حضرها كل من والد و والدة الفقيدة من أجل تكريمهما و من وخلالهما تكريم روح الفقيدة مريم حيث تمّ اهداهما لوحة كبيرة تحمل صورة الفقيدة بالأبيض و الأسود من رسم أحد رفقاء دربها و كان لحظات مؤثرة جدّا بين دمعة و ابتسامةمن خلال الكلمات الصادقة و المؤثرة إلى حدّ البكاء التّي ألقاها رفاق دربها.و المفاجأة المرثية التّي ألقاهل بالمناسبة الممثل المسرحي لطفي التركي و التّي أجهش لها الكثير بالبكاءوذلك بحضور مراد عمارة مندوب الشؤون الثقافية ببنزرت و ثلة من الأساتذة المسرحيين أبناء الجهة و الضيوف الذين قدموا حتّى من داخل الجمهورية و حضور كبير لرواد المسرح فضلا عن الإعلاميين. برنامج هذه الدورة التّي تمتد من 31 ملي وتتواصل إلى يوم 3 جوان 2018..تشمل على ورشات في التكوين المسرحي و العديد من المسرحيات من تقديم نوادي بدور الشباب و دور الثقافة بالجهة و التّي تتسابق من أجل الفوز بالمرتبة الأولى حيث يتم تباعا تقديم العروض المسرحية أمام لجنة تحكيم بحضور عشاق المسرح و أنصار النوادي المتبارية نذكر منها " كبت الصولفاج" لدار الشباب 15 أكتوبر ببنزرت و " تقشعيرة" و " شجار" لدار الشباب بالعالية و " جهنم " و "نانا خديجة" و "رحلة في عقل الشيطان" لدار الثقافة الشيخ ادريس ببنزرت و "موناس" لدار الثقافة بمنزل بورقيبة و "كونتاكت" لدار الثقافة منزل عبد الرحمان و " فرشيطة و فرقيطة" مسك الختام. هذه الدورة الثانية للمهرجان كانت فرصة للوقوف على ابداعات الشباب في المجال المسرحي و لا نخفي سرّا إن قلنا وأن بعض المسرحيات التّي قدمت في هذه الدورة تضاهي ما تقدمه الجمعيات المحترفة من حيث الأداء و تقمص الأدوار و اتقان استعمال المتممات المسرحية على غرار الإضاءة و الموسيقى و الديكور و الملابس و الحضور الركحي للممثلين فكانت دورة و بدون رمي ورود في مستوى الحدث تأليفا و اخراجا و أداء و تنظيما و لا يفوتني إلا أن أرفع كلمة شكر لكل من ساهم في اعداد هذه الدورة بالذات لأنها تحمل قيم الوفاء لمؤسسة هذه التظاهرة المسرحية الفقيدة مريم الزياني و أيضا قيم الاصرار والتحدي من أجل النجاح و هذا هو العمل القاعدي في المجال الثقافي عموما و المسرحي على وجه الخصوص الذي سيمكننا من اكتشاف المواهب و ما أكثرها في هذه التظاهرة و التّي سيكون لها مستقبلا واعد في مجال الفن الرابع.