لنفهم طبيعة الأزمة التي حصلت مؤخرا والتي كادت تعصف بالحكومة الحالية كليا وبرئيسها يوسف الشاهد علينا أن نفهم أولا طبيعة اللأزمة التي حصلت لحكومة الحبيب الصيد قبل سقوطها في مشهد يكاد يكون مخططا وضع فالبداية مع الحبيب الصيد كانت بدعوات من نداء تونس وفي مقدمتهم حافز قائد السبسي لتغيير رئيس الحكومة ثم انضمت أصوات من رئاسة الجمهورية والمقصود مستشارين له وفي مقدمتهم نورالدين بن تيشة حيث انتقل الأمر من دعوات للتغيير الى اسقاط الحكومة مهما كانت الطريقة "التمرميد"
ضمن هذه الأجواء ظهر مصطلح "نمرمدوك" في المشهد السياسي حيث تم تهديد الحبيب الصيد بهذا المصطلح ان لم يقدم استقالته الوضع اليوم كاد يسير في هذا الاتجاه حيث ان حافظ ورفاقه الداعمين له بالنداء كانوا يدفعون لعزل واعفاء يوسف الشاهد لكن ما حصل ولم يتوقعوه هو الاصرار الكبير من حركة النهضة برفض ذلك أي رفض تكرار سيناريو الحبيب الصيد وهو ما تم اقناع رئيس الجمهورية به الذي تدبر الأمر وأدرك أن "مخططات" حافظ هذه المرة باتت تهدد استقرار البلاد وليس النداء فقط من هنا فانه بتعليقه وثيقة قرطاج 2 فانه أعلن ضمنيا كونه مازال يدعم يوسف الشاهد لكنه هنا أعقب هذا بتوجيه تعليمات للحزب كون الاصلاح بات ضروريا.
خيارات ضمن هذا حصلت وفق ما وصلنا من معلومات اتصالات بقيادات هامة في الحزب كان لها شأن في مرحلة التأسيس وكان جلها قد انسحب أو غاب عن الصورة على غرار الطيب البكوش وبوجمعة الرميلي وفوزي اللومي وغيرهم والهدف هو اعادة ترميم الحزب وانقاذه قبل فوات الأوان لكن ما جرى بعدها هو اما فتور من بعض المتصل بهم أو تقديم آخرين لشروط حتى يضمن نجاح تدخلهم من أهمها كف يد حافظ عن السيطرة الكاملة على القرارات داخل النداء والاسراع بعقد المؤتمر الوطني وتحديد القيادة ديمقراطيا . من هنا صار أمام حافظ خياران لا ثالث لهما هما : القبول بتدخل "كبارات " الحزب للانقاذ أو مواجهة تفكك جديد في النداء سيكون هذه المرة قاتلا وقد ينهي النداء كليا.