هي الاسماء كثيرة وغارقة في التفاؤل والامل والعمل المبين الصالح والمفيد ، تنطلق من المؤازرة والرحمة والتكافل والسماحة و الاعانة وحب الناس والسعي الى الرشد والخير العميم ،ومثل هذه الكلمات تتبناها القلوب الرحيمة من جل غرس روح التعاون والتوادد بين الفئات الاجتماعية المعوزة التي اخلّ بها الرقي الاجتماعي والعيش الكريم في مجتمع الرحمان الرحيم الذي نتحدث عنه في كل مناسبة دنياوية من اجل تقريب النفوس الى بعضها واعادة غرس المحبة في جميع فئات المجتمع المتواضع ورغم ان الباب ،باب الرحمة والتعاون والاحساس بالاخر يزداد في المواسم والاعياد الدينية وخاصة في شهر الصيام والرحمة والرافة والقيام فلا غرو ان نساند ونتعاون من اجل اعادة الامل للمواطن الفقير الذي ينام على حصير الانتظار دهرا بكامله ويعرض ايامه وصغاره الى تعب العيش المضني خاصة في ظروفنا الحالية ظروف ثورة الفقر الكبير التي اراها قد زادت في معاناة الزواولة بعد اتساع الفرقة بين طبقة شامخة في الحياة الراقية وطبقة سفلى في درجات المعاناة ولست هنا لاغور في ما يقال و يكرر من زيف بعض الحالات والحال ان الفقير يكاد يقول " شوفوني بعيون الرحمة " فالليل واضح والنهار بيّن ؟ وما على المحسنين ان يتبينوا الاصل من الشبهة والله فوق الجميع ..ولعل هنا تظهر خاصة في رمضان رؤية القلوب الصادقة والصافية والمؤمنة في منح الاعانات الايجابية والمتزنة في العطاء والقريبة من واقع المحتاجين الصرحاء التي تنبعث من نفوسهم مرارة الصبر التي يتحملونها في عيشهم الضنك والمرير وعجبي من كثيرهم كيف هم مؤمنون بقلوبهم لما يحيق بهم لكن ترى دمعة الاحتياج في عيونهم والعين اصدق من الوثائق المزيفة والمفبركة في مجتمع التواكل والحيف والكذب والزيف،ولعل البرامج الخيرية التي نراها يوميا على تقريبا كل فضائياتنا هي الاصدق تعبيرا عن الرحمة في ابهى صورها بعيدا عن برامج التهريج والتفاهة والمستويات الهابطة التي دمروا بهاالذوق الفني لهذا العام العصيب المريب الغريب.. فكان الافكار الراقية دمرها الفاشلون ومن يسعون الى الكسب المشين ، ولعل البرامج الانسانية تعيد لنا بعضا من شعورنا الانساني الذي به نعيد بناء العلاقات الانسانية حتى في مستوى الاحياء القريبة وبذلك نعيد لمجتمعنا على الاقل نبض القلوب الرحيمة ولا اظن ان المحتاجين يبحثون على الثراء بقدر ما يبحثون على السترة والامان والشعور بانسانية الانسان وتضامن الجيران ..واختم ديباجتي الرمضانية بعبر من الرحمة وقلوب اصحابها الكُثّر رغم بعض الجحود... فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الراحمون يرحمهم الرحمن , ارحموا من في الأرض , يرحمكم من في السماء"