"السياسية" تُجري آخر مناظرة بين طرفي النزاع داخل نقابة الصحافيين التونسيين: رجب والخضراوي وجها لوجه رجب :"مبادرة 10 أوت متأخرة جدا ولن تغير من الأمور شيئا" "قانونيا ليس من حق المكتب التنفيذي المتخلي الدعوة إلى عقد أي اجتماع" الخضراوي:"جهة خفية رفضت مقترح 19 أوت موعدا لمؤتمر موحّد وسعت إلى غلق كل أبواب الوفاق" "المكتب التنفيذي هو المسؤول دون سواه عن النقابة إلى حين انعقاد المؤتمر الاستثنائي وعليه فان الدعوة لانعقاد المكتب التنفيذي الموسع ل 10 أوت هي دعوة قانونية" في آخر تطورات تشهدها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. دعا المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية الصحفيين أعضاء المكتب الموسّع للاجتماع يوم الاثنين 10 أوت 2009 ل"بحث إمكانية إيجاد حلّ وفاقي في إطار القانون يخرج النقابة من أزمتها ويضمن وحدتها".ولمزيد من التوضيح اتصلت "السياسيّة" بالسيدين منجي الخضراوي وسفيان رجب عضوي المكتب التنفيذي المتخلي وأجرت بينهما هذه "المناظرة" معبرا كل واحد منهما عن رأيه في خصوص هذه التطورات وما تبقى من آمال يعقدها القطاع على إجراء مؤتمر استثنائي موحّد وسدّ الباب أمام كل التداعيات المنتظرة في صورة تمسّك الطرفين بما قرّراه من مواعيد متضاربة لعقد المؤتمر الاستثنائي بين 15 أوت (مجموعة المكتب التنفيذي الموسّع + الأربعة أعضاء المستقيلين سابقا من المكتب التنفيذي) و12 أوت ( مجموعة رئيس النقابة المتخلي وما تبقى من أعضاء المكتب التنفيذي). متابعة من انجاز: أيمن الزمالي نص الحوار مع سفيان رجب ما موقفكم من المبادرة التي دعا لها المكتب التنفيذي المتخلي لاجتماع مكتب تنفيذي يوم 10 أوت؟ مبادرة متأخرة جدا ولن تغير من الأمور شيئا وكان من الأفضل أن تمتد أيدي الجميع للصلح منذ البداية من اجل مصلحة واحدة وهي مصلحة الصحفيين. قانونيا، هل من صلاحيات هذا المكتب الدعوة لاجتماع مكتب تنفيذي؟ قانونيا ليس من حق المكتب التنفيذي المتخلي الدعوة إلى عقد أي اجتماع باعتبارعريضة سحب الثقة الموقع عليها من قبل ستمائة منخرط. وان كان المكتب التنفيذي لا يزال يعتبر نفسه قائما ويعمل وفق القانون فلماذا لم يبادر إلى دعوة الأعضاء المستقيلين إلى العودة لتحضير المؤتمر مثلما ينص على ذلك القانون؟ هذا إذا كانت النوايا سليمة وليس الغرض منها التمطيط أقصى ما يمكن والبقاء في الكراسي يوما إضافيا لخدمة مصالح غير مصالح الصحفيين الذين ذهبوا ضحية صراعات ومصالح ضيقة بانت نواياها مباشرة بعد جانفي2008. ما ردكم على توصيف موعد 15 أوت بعدم القانونية واللاشرعية؟ من دعا لهذا الموعد هيئة منتخبة ولها صلاحيات بعد رفض المكتب المتخلي ممارسة صلاحياته وتمطيطه للآجال دون مراعاة مصالح الصحفيين ودون السعي للخروج من عنق الزجاجة الذي وضعنا فيها البعض. فالمشكل ليس في الموعد بل في الخروج من حالة الشلل والجمود وانتظار مئات الصحفيين وخاصة الشبان منهم لتمتد لهم يد العون ويمسك بملفاتهم المهنية والاجتماعية ويدافع عليها. فهل يعقل أن يكون مؤتمر الصحفيين في شهر رمضان؟ ألم يفكر من حدد هذا الموعد في وضع الزملاء وخاصة الزميلات؟ أم أن هذا الموعد وضع على مقاس البعض دون البعض؟. مرة أخرى يواصل المكتب التنفيذي المتخلي سياسة الإقصاء وتهميش القواعد وعدم مراعاته لقواعده. ما رأيكم من الحديث "عن تدخل جهات أخرى في الشأن الصحفي"؟ الشأن الصحفي ليس بمعزل عن النظام وعن الدولة...فإذا كان كذلك لماذا كان رئيس النقابة يجتمع مع أطراف عليا في الدولة بشكل دوري؟...أما إذا كان المقصود بالتدخل هو الدعوة للاستقالات والتحضير للمؤتمر وغير ذلك، فان الادعاء مردود على أصحابه لان الاستقالات الأربع سبقتها استقالات أخرى وسبقتها دعوات عديدة وفي العلن وفي الاجتماعات وفي الجلسات العامة إلى استقالة جماعية وسبقتها صراعات داخلية ومشاكل و"تكمبين" ظهر جليا في انتخابات الصحفيين العرب .كما أن التدخلات موجودة بالتأكيد من أطراف يهمها بث الفتنة والاحتقان في صفوف الصحفيين..والتدخلات موجودة كذلك من أطراف يأتمر بأوامرها البعض ممن صدرت ضدهم عريضة سحب الثقة. والتدخلات موجودة من تونس ومن الخارج...والمشكل ليس في من يتدخل بل في من سمح بالتدخل ومن حوّل النقابة إلى أداة طيعة لينة بيد البعض يحركها مثلما يشاء وكيفما يشاء ومتى يشاء. ماهي آخر تحضيراتكم لموعد 15 أوت؟ وهل تعتبرون هذا الموعد يستجيب لطموحات الصحفيين وانتظاراتهم؟ هي تحضيرات لوجستية عادية كلفت بها لجنة تحضير بعد أن رفض المكتب المتخلي الدعوة للمسك بزمام عملية التحضير المادي وتحمل مسؤولياته.فالترشحات بلغت 27 ترشحا وهو ما يؤكد تمسك القواعد بنقابتهم وهذه الترشحات جاءت متنوعة ومختلفة ومن جميع المؤسسات الإعلامية وهو ما يعني رغبة القواعد في هذا المؤتمر في القطع مع حالة التهميش واللامبالاة التي تميز البعض .والأمل كل الأمل أن يلتف الجميع من جديد حول نقابتهم التي تأسست بعد تضحيات أجيال وبعد عمل كبير وبعد صراعات طويلة من اجل هيكل صحفي اكثر صلابة واشد عودا ..هيكل قوي بقيادته وقواعده يتعامل الند للند مع جميع الأطراف وفق خطط وبرامج محددة وواضحة من اجل مصلحة الصحفيين ولا شيء غير مصلحة الصحفيين. ------------------------------------------------------------------------
نص الحوار مع منجي الخضراوي هل مازال القانون يسمح بدعوة المكتب التنفيذي المتخلي لاجتماع مكتب تنفيذي موسع؟ قانونيا، وحسب الفصل 39 من النظام الداخلي فان المكتب التنفيذي هو المسؤول دون سواه عن النقابة إلى حين انعقاد المؤتمر الاستثنائي وعليه فان الدعوة لانعقاد المكتب التنفيذي الموسع ل 10 أوت هي دعوة قانونية، أما من ناحية ثانية فان الدعوة تأتي إيمانا من المكتب بضرورة توحيد الصفوف ورأب الصدع وإيجاد مخرج للأزمة عبر مؤتمر شرعي وموحد وديمقراطي وهي الفرصة الأخيرة لإنقاذ النقابة والقطاع عموما. هل تعتقدون أن المكتب التنفيذي الموسع سيستجيب لهذه الدعوة؟ في صورة عدم استجابة الزملاء لحضور اجتماع المكتب التنفيذي فان ذلك لن يعني غير رغبتهم في ضرب وحدة الصف وتفتيت النقابة وعلى كل فلكل حادث حديث. المكتب التنفيذي الموسع ماض إلى موعد 15 أوت، ماهو رأيكم؟ بالنسبة إلينا موعد 15 أوت ليس موعدا قانونيا ولا شرعيا ولم يصدر عن جهة لها صفة بل كل ما في الأمر أنه موعد انقلاب حقيقي لن يؤدي إلا إلى سيطرة قوى من خارج المشهد الإعلامي على المشهد برمته.وموعد 15 أوت هو موعد غير شرعي وغير قانوني وغير ديمقراطي وغير مهني وغير مستقل فهو موعد للتفتيت والتشتيت. المكتب التنفيذي الموسع يعتبر أن مبادرتهم قوبلت بإجماع أغلب القواعد الصحفية، كيف ترون ذلك؟ من أين لهم هذا هل قاموا بسبر للآراء أو استفتاء، إنهم لم يقابلوا حشدا صحفيا ولو مرة واحدة أضف إلى ذلك فان الدليل على عزلتهم واعتزالية مواقفهم هي طبيعة الترشحات، إذ لم يترشح إلا من دار في فلكهم. بخصوص مبادرتكم ب 6 نقاط لحل الأزمة داخل النقابة، كيف قوبلت من مختلف الأطراف؟ أستطيع أن أؤكد لك ولكل قراء "السياسيّة" على أنني تحدثت مع كل الأطراف دون استثناء واقترحت موعد 19 أوت مخرجا للأزمة لأنه يتناسب ورغبات الجميع و تكلمت مع الزميل محمد بن صالح الذي تفاعل معي بدوره واقترح نقاطا تدعم المبادرة وكان الزميل متحمسا ومتمسكا بوحدة الصف وبضرورة توحيد موعد للمؤتمر الاستثنائي إلا أنه فوجئ برفض قاطع ولا ندري من قبل من خاصة أنه أبلغني أن كافة الزملاء موافقون وفعلا اتصلت بجلهم وأبدوا الموافقة على موعد 19 أوت بل وتحمسوا له ولكن نفس الجهة التي ظلت خفية كانت ترفض أي مبادرة وسعت إلى غلق كل أبواب الوفاق.