حكم استعجالي بإخراج المكتب المتخلي من المقر هل يُنهي الحكم القضائي أزمة التمثيل النقابي للصحافيين التونسيين؟ قضت الدائرة الاستعجالية بالمحكمة الابتدائية بتونس بإخراج المكتب التنفيذي السابق لنقابة الصحفيين التونسيين من المقر لعدم الصفة حتى يتسنى للمكتب التنفيذي الجديد ممارسة نشاطه.وكان حوالي 500 صحفي تونسي انتخبوا مكتبا تنفيذيا جديدا لنقابة الصحفيين التونسيين في مؤتمر استثنائي انعقد يوم 15 أوت المنقضي بفضاء المركّب الشبابي والثقافي بالمنزه السادس، وبالرغم من ذلك فإنّ المكتب المتخلي رفض الاعتراف بشرعية الانتخابات ورفض تسليم المقر إلى حين إجراء انتخابات ثانية كانت مقرّرة ليوم 12 سبتمبر الحالي. وقال جمال الكرماوي الذي انتخب نقيبا جديدا لرويترز معلقا على الحكم "قرار المحكمة منصف وهو قرار أسعدني..ومن المؤسف أن من يلجأ للقضاء يشكك في نزاهته بعد أن يحكم ضده" في إشارة إلى الحكم الاستعجالي السابق الّذي رفض دعوة النقيب المتخلي ناجي البغوري ابطال أعمال مؤتمر 15 أوت المنقضي. وأضاف الكرماوي "هؤلاء شككوا في شرعية عريضة طالب فيها مئات الصحفيين بإقالتهم وشككوا في استقالات حصلت بالفعل داخل المكتب التنفيذي السابق والآن يشككون في القضاء.. هذا غير مقبول ومؤسف". وقال النقيب الجديد انه سيتسلم مكتبه بمقر نقابة الصحفيين مساء الثلاثاء أو الأربعاء على أقصى تقدير ويشرع في إدارة شؤون النقابة. ويواجه الكرماوي وضعا صعبا وأمامه عدة تحديات من بينها توسيع هامش حرية الإعلام في البلاد وتحسين الأوضاع المادية الهشة لفئة واسعة من الصحفيين إلى جانب بحث الوضعية المستقبلية لعلاقة النقابة التونسيّة للصحفيين بالمنظمات والجمعيات الأخرى وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب. ويتّهم النقيب المتخلي ناجي البغوري غريمه الكرماوي بقربه من السلطة السياسيّة في البلاد وتنفيذه لمخطّط من قبل التجمّع الدستوري الديمقراطي الحزب الحاكم في تونس. وفي انتظار موعد القضية الأصلية في النزاع والمعيّنة ليوم 26 أكتوبر القادم ستتّجه الأنظار إلى ما سيقوم به المكتب التنفيذي الجديد من أعمال خدمة للقطاع الصحفي وقدرته على مواصلة تجميع الصف الصحفي في تونس ونفي الاتهامات الموجّهة إليه ، إلى جانب رصد التحركات الّتي من المؤكّد أنّ المكتب المتخلي سيصرّ عليها والّتي كان من طلائعها تأجيل انعقاد مؤتمر 12 سبتمبر الجاري وتمسّكه بالشرعيّة حسب ما ورد في آخر بيان له صدر مساء اليوم الثلاثاء 8 سبتمبر 2009 . إلى ذلك يتواصل الجدل بين الصحافيين التونسيين حول مآل نقابتهم وقدرتها على استعادة دورها النقابي الفاعل في وقت تتضاعف فيه التحديات والرهانات في المشهد الإعلامي ليس المحلي فقط بل الدولي كذلك.