الاشتراكي اليساري يُعلن انسحابه ...يتّهم التجديد ب"الابتزاز السياسي"ويشرع في تقديم قائمات مستقلة تأكيدا لما نشرته "السياسية" حول التطورات داخل المبادرة الديمقراطية للتقدّم وعدم الانسجام بين مختلف مكوّناتها بخصوص مسألة رئاسة القائمات للتشريعيّة المقبلة ، أعلن الحزب الاشتراكي اليساري اليوم الاثنين 21 سبتمبر في بلاغ له عن انسحابه من المبادرة والدخول إلى السباق التشريعي في قائمات مستقلة ، وبادر مناصرون لهذا الحزب غير القانوني بتقديم قائمة أولى خلال اليوم الأوّل لفتح باب الترشحات (الأحد 20 سبتمبر) في دائرة سليانة تحت مسمّى"القائمة المستقلة للديمقراطية والعدالة الاجتماعية" ترأسها السيّد عادل العلوي. واتّهم الحزب الاشتراكي اليساري قيادة حركة التجديد بالنكوص عن اتفاقات سابقة وبالابتزاز السياسي وهو ما أوقعهم في حالة ضغط الوقت ، وأشار قيادي في الاشتراكي اليساري أنّ قيادة التجديد سعت إلى الاستحواذ على الدوائر الانتخابية المخصّصة للشركاء من مثل رفض رئاسة قائمة في إقليمتونس الكبرى من قبل الوجه النقابي والسياسي المعروف نوفل الزيادي اتهاما له بقربه من السلطة السياسية في البلاد وعدم انسجام العديد من مواقفه الوطنية من مواقف حركة التجديد خاصة في ما يتعلّق بملفي رابطة حقوق الإنسان والنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ، ويردّ المنتقدون لآخر الإجراءات المعلنة في نطاق المبادرة قيادة التجديد بتغاضيها عن تعيين المكي الجزيري وهو من المنتسبين للحركة برغم أنّه ممضي هو الآخر على نفس الوثيقة الّتي أمضاها سابقا الزيادي حول أزمة رابطة حقوق الإنسان إلى جانب ربح الوقت والابتزاز السياسي للشركاء الّذين وقع بهم تأثيث المشهد الحزبي والسياسي للحركة إلى حدود الذهاب إلى المجلس الدستوري وتقديم ترشّح الأمين الأوّل للحركة أحمد إبراهيم لرئاسة الجمهوريّة حيث تمّ إرجاء الإعلان عن القرارات الجديدة المتعلّقة بحصص رئاسة القائمات ورفض بعض الأسماء لرئاستها إلى يوم 18 سبتمبر الجاري أي يوما وحيدا بعد ذهاب إبراهيم للمجلس الدستوري. وقالت مصادر مقرّبة من حركة التجديد أنّه لا يُمكن للحركة بأيّ حال من الأحوال قبول أشخاص بمثل مواقف نوفل الزيادي لتمثيل الحركة في مجلس النواب وأنّ الحركة مستعدّة لقبول كلّ التبعات الممكنة لذلك الموقف. وبالتوازي مع ذلك ، ذكرت مصادر عليمة ل"السياسيّة" أنّ الوضع داخل حركة التجديد نفسها، وإلى جانب ما يعرفُهُ إطار المبادرة من أجواء خانقة، ليس على ما يُرام وأنّ عدّة مسائل ما تزال تجري في الخفاء على خلفية تداعيات آخر مؤتمرات الحركة حيث يسعى شق في القيادة الجديدة إلى "تصفية" بقايا المنتسبين للحركة والمحسوبين على القيادة السابقة للحركة وتلقّت "السياسيّة" امتعاض أحد الوجوه البارزة في الحركة بسبب ما أعتبر حالة ضعف ووهن وعدم جدية في إقرار التمشي الديمقراطي والحداثي والعقلاني داخل الحركة للملمة الصفوف وتحقيق أهم أهداف آخر مؤتمر توحيدي كان يؤمّل أن ينتهي إلى تجميع صفوف الحركة الديمقراطية التقدميّة ذات المرجعيّة الاشتراكية والشيوعيّة، وفي هذا الصدد لا تستبعد مصادر مطّلعة وقوع تطورات جديدة في علاقة لا فقط بالانتخابات بل بالوضع العام داخل مكونات التيار الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد نفسها. لقراءة نص بلاغ الحزب الاشتراكي اليساري