العنوان:" في التحرر الاجتماعي والوطني"- المؤلّف: عميرة عليّة الصغيّر صدر حديثا للاستاذ الجامعي والباحث عميرة عليّة الصغيّر كتاب جديد حمل عنوان:" في التحرر الاجتماعي والوطني" وبالنظر لما عُرف عن المؤلف من جديّة في البحث وتعمّق في مجال تخصّصه في تاريخ الحركة الوطنية تنوّه "السياسيّة" بهذا الإصدار آملة أن يجد حظّه من التفاعل والقراءات ، في ما يلي نص التقديم الذي افتتح به الباحث عميرة عليّة الصغيّر كتابه الجديد: يضم هذا الكتاب عشرين فصلا يجمع بينها عنوان "في التحرر الاجتماعي والوطني"، وقد قُدّمت في معظمها خلال ندوات علمية انتظمت داخل تونس وخارجها، وسبق نشرها في أعمال تلك الندوات أو في دوريات تاريخية مختصة، إلى جانب خمسة نصوص تنشر لأول مرة. وقد ارتأينا فائدة في نشرها مجتمعة بين دفتي كتاب واحد لأنها أولا تتناول موضوعا واحدا وهو التحرر في بعديه الاجتماعي والوطني، وفي مجال جغرافي واحد هو تونس والمغرب العربي، وفي زمن واحد كذلك وهو التاريخ المعاصر. كما دفعنا لنشر هذه الفصول مجتمعة إدراكنا أن ما يطلع عليه المختصون –إن اطلعوا- ليس بالضرورة هو ما يعلم به غيرهم من عامة القراء والمولعون بالتاريخ، لذا كان القصد من طرح هذه المادة البحثية هو إيصالها إلى أوسع ما يمكن من القراء، ذلك أن بحوثا لا تقرأ تعتبر كما لو أنها لم تكتب. هذا وقد أفردنا الباب الأول لموضوع التحرر الاجتماعي، وأدرجنا فيه دراسة تناولت مسار تحرر المرأة في تونس كمعطى تاريخي، ودعمناها بثلاث فصول حول المفكر المتفرد الطاهر الحداد، نزعم أننا كشفنا فيها على جوانب أخرى من فكر هذا المصلح الذي يتعدى إبداعه التجديدي حدود وطنه وتعانق رؤاه في الدين والإنسان أفكار الفلاسفة العظام. كما نشرنا في هذا الباب نصوصا تهم الواقع العمالي في تونس وتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل عشية الحرب العالمية الثانية، والتعريف ببعض أعلام النضال النقابي في تونس ورافعي راية الوطنية، بما يؤكد مرة أخرى ارتباط الكفاح الاجتماعي بالكفاح الوطني في تاريخ تونس المعاصر. أما الباب الثاني من هذا الكتاب، فهو يضم دراسات تتناول جوانب مختلفة من تاريخ الكفاح الوطني في تونس وترابطه بكفاح الشعوب العربية الأخرى في فلسطين والجزائر وليبيا ... وهو ما يبرهن على أن تاريخنا في تونس كان في تواصل وتفاعل أكيد و مستمر مع تاريخ الأمة العربية، بالرغم من أن الاستعمار وبعض النخب عملت على عزله عن محيطه التاريخي، باتجاه تغذية فكرة اكتفائه بذاته كمسار تاريخي وكمنهج بحث. كما أدرجنا في هذا الباب الثاني أيضا دراسات مونغرافية تتناول المقاومة في بعض المناطق من البلاد وتحديدا في القصرين وعلاقاتها بالثورة الجزائرية، وفي جلاص، وفي تونس العاصمة، فضلا عن أصداء أحداث أفريل 1938 بالجنوب التونسي، آملين أن نعطي صورة أكثر دقة وعمقا عن تاريخنا الوطني وأن ننصف تلك الجهات بأهلها و مناضليها من حالة الغبن التاريخي أو النسيان المتعمد أو حتى قصور الجهد البحثي الراهن. كما ترد في الكتاب كذلك نصوص في ارتباط بالعمل الوطني والكفاح من أجل التحرر في أبعاده المختلفة من حيث المرجعية (نص حول النخب والتعليم) والفاعلين (حول المحامين) والتبعات (حول الاغتيال السياسي). أخيرا، أملنا أن يجد القارئ في هذا الكتاب إجابة عن بعض الاستفهامات التاريخية لديه، وأن تثير فيه فصولُه فضولَه المعرفي لإدراك ماضينا، بما يساعد على كنه جوانب من حاضرنا و الفعل فيه. عميرة علية الصغير