تونس 2 مارس 2011 (وات)- تشهد مكتبات العاصمة وخاصة الموجودة بشارع الحبيب بورقيبة اقبالا كبيرا من قبل المواطنين لاسيما الطلبة والمثقفين والجامعيين من أجل مواكبة حركة النشر والاطلاع على اخر الاصدارات بعد أن تم رفع القيود التى كان قد فرضها النظام السابق على نشر الكتب وتوريدها خاصة السياسية والفكرية سواء ذات التوجه النقدي للسياسات السابقة أو التي تتناول فترات من التاريخ الاجتماعي لتونس الحديثة في واجهة مكتبتي /الكتاب/ و /عالم المعرفة/ بالعاصمة وهما من الفضاءات التي عرفت منذ سنوات بعرضها ومواكبتها لاخر الاصدارات الفكرية والسياسية والأدبية داخل تونس وخارجها لاحظ مندوب /وات/ اطلالة كتب تزامن صدورها مع حدث ثورة 14 جانفي 2011 المجيدة علما وأن هذا النوع من الموءلفات مازال محدود العدد ومن العناوين الجديدة المواكبة للاحداث التاريخية التي شهدتها البلاد موءخرا نذكر /ثورة الشجعان/ للصحفي محمد الكيلاني وكتاب /عندما ينجح الشعب / للمناضل التقدمي بوجمعة الرميلي وهما باللغة الفرنسية وقال عدد من رواد المكتبات ان الثورة التي تعد / لحظة فارقة/ في تاريخ تونس الحديث قد فاجأت النخبة التونسية من كتاب وباحثين حتى ان الكثير من المتابعين يرون ان هذه النخبة لم تتفاعل بالقدر الكافي مع ما حصل والدليل أنها لم تبادر باصدار انتاجات فكرية وابداعية حول الثورة الا في ما ندر. ويقبل رواد المكتبات هذه الايام على اقتناء الكتب التي تتناول بالتحليل فترة حكم الرئيس المخلوع على غرار /بن علي الفاسق/ للبشير التركي ورواية /سنوات البروستاتا/ للأديب والصحفي الصافي سعيد و/دكتاتوريات على حافة الانهيار/ للسياسي والحقوقي منصف المرزوقي و/ تونس بن علي/ لفلورانس بوجي و/طريقنا الى الديمقراطية/ وهو مجموعة نصوص لهيئة 18 أكتوبر وكذلك كتاب /حاكمة قرطاج/ حول ليلي الطرابلسي زوجة الرئيس الفار بن علي والتي يحملها التونسيون جانبا كبيرا من مسوؤولية الفساد والتدهور السياسي والاجتماعي الذي حصل في تونس خلال فترة حكم زوجها الطاغية وزبانيته ويلاحظ أيضا عرض لمجموعة من الكتب حول بورقيبة وفترة حكمه ومنها /العقود الثلاثة لحكم بورقيبة/ للوزير السابق الطاهر بلخوجة و /الحاكم بأمره بورقيبة الأول/ للباحث في التاريخ الحديث عميرة علية الصغير و/الحبيب بورقيبة المهم والأهم/ لرجل السياسة والوزير الأول الحالي الباجي قائد السبسي وهكذا تمكنت الثورة من مصالحة التونسيين مع الكتاب وهو ما من شأنه أن يقطع مع حالة الانحسار الثقافي لاسيما في مجال انتاج الكتاب ونشره وتوزيعه باعتبار الكتاب يمثل المصدر الأول لتحصيل المعرفة برغم التطور غير المسبوق لتكنولوجيات الاتصال الحديثة وتنامي دور الفضائيات.