ا تزال الجماهير التونسية تعيش على وقع صدمة الإنسحاب من التصفيات الافريقية المؤهلة لمونديال البرازيل وذلك بعد الهزيمة المذلة أمام منتخب الرأس الأخضر على أرضية ملعب رادس بهدفين لصفر. صدمة كبيرة تأتي في الوقت الذي علقت فيه الجماهير أمالا كبيرا على هذا الجيل لتدارك عثرة الموزمبيق وتجديد العهد مع المسابقة الأغلى والأهم على المستوى العالمي.عن هذه الخيبة تحدثت «التونسية» مع جملة من الفنيين في هذه الورقة التالية: أحمد المغيربي: « كارثة قومية» «أعتقد أن ما حصل ليلة السبت هو كارثة وطنية بكل ما في الكلمة من معنى وقد كنت الوحيد الذي تنبأ بقدرة المنتخب الكاب فاردي على الانتصار علينا في تونس بالذات وهذه ليست تكهنات أو أضغاث أحلام وإنما هي قراءة منطقية لمشوار منافسنا في الكأس الإفريقية الأخيرة والتي قدم فيها عروضا كروية كبيرة وأزاح المنتخب المغربي المعزز بكتيبة من النجوم.وكذلك بناء على دراية كبيرة بمستوى الكرة التونسية الذي بلغ أسوء مستوياته نتيجة تحكم ثلة من الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالرياضة لا من قريب ولا من بعيد وقد تكلمت كثيرا ونبهت إلى ضرورة إبعادهم حتى ينصلح حال المنتخب ولكن ما من مجيب وها نحن اليوم نجني ثمار ما زرعوه ونحرم للمرة الثانية على التوالي من بلوغ المونديال. الأمور الآن واضحة وعلى المكتب الجامعي أن يرحل بعد أن فشل على جميع المستويات وبعد أن إنتهت معه كرة القدم في تونس. فاقد الشيء لا يعطيه وهم لايفقهون شيئا في كرة القدم فماذا ننتظر منهم. حان الوقت للتغيير لا بد من وصول أشخاص من ذوي الخبرة والدراية بعالم المستديرة وإذا ما واصلنا بنفس الأشخاص فإن حال كرتنا لن ينصلح». حاتم الطرابلسي: على الجامعة الرحيل ولا بديل عن المدرب الأجنبي «هزيمة المنتخب الوطني التونسي ضد منتخب الرأس الأخضر وفقدانه لبطاقة العبور للدور الحاسم من تصفيات المونديال لم يفاجئني شخصيا وهو نتاج منطقي لتراجع أداء المنتخب منذ فترة وقد نبهنا وتكلمنا منذ فترة عن ضرورة التحرك والتحري الجيد في مسألة إختيار اللاعبين ولكن معلول واصل السير عكس التيار فقادنا للهاوية وحرمنا من الذهاب للبرازيل في مجموعة «تضحك».وبعدها يقول أنا أتحمل المسؤولية وأعلن إنسحابي فهل هذا كافي لتخفيف وطأة الإنسحاب المرة.لمن ذاكرته قصيرة أقول لقد تفنن معلول في توجيه النقد اللاذع لسامي الطرابلسي (وقد كنت من بين الذين إنتقدوا سامي على عدم تعويله على وسام بن يحي وإستدعائه لعناصر لم يعد لها مكان في المنتخب) وقال أن إجراء تغييرات في التشكيلة أكثر من ضروري ولكنه وعند تسلمه قيادة المنتخب لم نشعر بأي تغيير لا على مستوى الأسماء و لا على مستوى التكتيك بل على العكس تماما فقد ظلت إختياراته حبيسة ميولاته الشخصية ورهينة حسابات ضيقة وإلا كيف نفسر تواجد لاعب وحيد من النادي الصفاقسي بطل تونس ومثله من النادي البنزرتي الذي يعد من أحسن الفرق التونسية وكذلك النجم الساحل صاحب كأس تونس في المقابل وجّه الدعوة لجل لاعبي الترجي الرياضي التونسي والذين لم يكونوا في المستوى وما العرض الذين يقدمونه في رابطة الأبطال إلا خير دليل على مانقول.أنا أحترم كل اللاعبين ولكن ماذا يفعل مجدي التراوي في المنتخب ماذا يفعل المولهي والدارجي وخاصة المساكني الذي إنتهى كرويا منذ إختياره اللعب في الدوري القطري الجميع يعتبره نجم وهو في الحقيقة بعيد عن ذلك فماذا قدّم للمنتخب وللترجي وهل يمكننا أن نقارنه بالعقربي وذياب والسويح والحمروني.الواقع يقول أنه لم يعد له مكان في المنتخب لقد إختار «المادة» وهو حر وعليه أن يتحمل تبعات قراره.ولكن معلول أصر على محاباته لندفع نحن الثمن.هو إنتقد الطرابلسي ولكن الأخير هزم الرأس الأخضر على ميدانها ولكن ماذا فعل هو في المنتخب.بكل صراحة معلول من أفشل المدربين الموجودين على الساحة من السهل ان تكون محللا ناجحا ولكن من الصعب أن تكون مدربا ناجحا.وإذا إسترجعنا إنجازات الرجل فسنقف على حقيقة ثابتة وهو أنه مدرب يحبث الركون للدفاع والإعتماد على الهجمات المرتدة وحتى لقب كأس الأبطال الذي تحصل عليه كان بهذه الطريقة.وهنا لا بد من الحديث عن طريقة تكوين المدربين في تونس فلا يعقل أن تمنح الدرجة الثالثة في أقل من أسبوعين.وهنا أحمل المسؤولية ليوسف الزواوي ولمختار التليلي الذين إكتفوا بالفرجة وتركوا معلول يفعل ما يحلو له. الاَن لا بد من أخذ قرارات جريئة وجذرية وعلى الوزارة أن تتحمل مسؤولياتها كاملة لا بد من إعادة هيكلة ومن حل المكتب الجامعي الذي لم يوفق في مهامه وإنتخاب كفاءات «تفهم الكورة» كما أن إعادة النظر في طريقة تكوين المدربين أكثر من ضرورية.لدينا الوقت الكافي الاَن علينا التريث حتى لا نقع في الخطأ من جديد لا بد من تعيين مدرب أجنبي كفء مع تغيير هذا الجيل الذي يعد الأسوء في تاريخ الرياضة التونسية.لدينا القليل من نقاط الضوء على غرار بن شريفية وبن مصطفى وبن يوسف والخزري والمجال مفتوح لمنح الفرصة للشبان والتركيز على اللاعبين المحترفين في البطولات الأوروبية أما المحترفون في الخليج فهؤلاء ومع إحترامي لهم لا يمكن أن يكون لهم مكان في المنتخب.الخسارة كبيرة ولكن التدارك ضروري وإن شاء الله القادم أفضل. مختار التليلي: أسوأ مقابلة في تاريخ المنتخب هي ليلة حزينة على الشعب التونسي بأسره وعلينا أن نعزي أنفسنا بعد هذه الهزيمة المذلة وهذا الأداء الغريب واعتقد جازما بأن هذه المباراة هي الأسوء في تاريخ المنتخب وحتى المباريات التي خضناها في نهائيات كأس إفريقيا 1994 في تونس والتي إنسحبنا فيها من الدور الأول لم تكن بهذا السوء.حقيقة لم أفهم ماذا جرى وما حصل كارثة بكل المقاييس وسيكون لها إنعكاسات كبيرة على مستقبل الكرة في تونس فقد كنا نعول على الترشح للمونديال الذي كان سيمكننا من عائدات مالية هامة فمدربوا المنتخبات الوطنية لم يحصلوا على جراياتهم منذ ستة أشهر والأكيد أن وضعيتهم اليوم ستزداد تعقيدا في ظل الأزمة المالية الخانقة.لم نكن في يومنا والمنافس كان أفضل منا وإستحق ترشحه.ولكن الحياة لا تتوقف المدرب أعلن إنسحابه وعلينا التفكير في المستقبل علينا أن نبني على النقاط الإيجابية رغم قلتها والمتمثلة أساسا في صغر سن بعض اللاعبين على غرار بن شريفية وبن مصطفى والخزري.لقد كنت من أشد المدافعين على المدرب التونسي ولكنني خسرت الرهان.أعتقد أن الفترة القادمة هي فترة المدرب الأجنبي مع ضرورة إعادة النظر في المنظومة العامة لكرة القدم التونسية التي تراجعت كثيرا في الوقت الذي تقدمت فيه بقية المنتخبات الإفريقية.نعم تألمنا كثيرا ولكن الواقع يفرض علينا مراجعة أنفسنا وإصلاح إخطاءنا حتى لا تتكرر النكسات في قادم الرهانات. فوزي البنزرتي: معلول مدرب فاشل... وإلّى يزرع يلقى» البنزرتي دون مقدمات افتتح حديثه بالقول: «اللي تزرعو تلقاه» في إشارة إلى طريقة وصول معلول إلى دفة الإشراف على المنتخب الوطني حيث أكد أنه كان وراء خروج سامي الطرابلسي الذي حقق نتائج جيدة مع المنتخب، وأشار البنزرتي في سياق حديثه إلى أن نبيل مدرب فاشل وغير جدير بتدريب المنتخب، حيث قال: «الرجل لا يمتلك سجلا تدريبيا يكفل له الوصول إلى أبرز خطة تدريبية في تونس.. كان محللا لبطولات أوروبية وفي ظرف قياسي وصل إلى تدريب الترجي ومنه إلى المنتخب التونسي» وأضاف «معلول يتكلم كثيرا وخبير في عالم التنظير أما أن تكون مدربا ناجحا فذلك بعيد كل البعد عن الواقع والتنظير والتطبيق أمران مختلفان». وعن المسؤولية في الخروج المرير من تصفيات المونديال أكّد البنزرتي قائلا: «معلول يتحمل المسؤولية كاملة فاختياراته عشوائية وهو لا يجيد تقييم مستوى اللاعبين وقدرتهم على تقديم الإضافة، من يراه يلعب مع فريقه وينال إعجابه حتى في دقائق معدودة يكون ضمن القائمة، والإطار الفني الموسع الذي يحيط به تقريبا لا يقدم أية إضافة وهو مجرد صورة لا غير»، وعبّر البنزرتي عن استيائه من وجود عدد من الأسماء في المنتخب التي قال إنها تأتي للسياحة لا غير ولا تعرف شيئا عن «القليب والروح الوطنية»، ولو كان لاعبون من فرق متوسطة أو حتى صغيرة لفازوا أمام الرأس الأخضر وهم «واقفين على ركايبهم». البنزرتي وجّه أصابع الاتهام كذلك إلى رئيس الجامعة وديع الجريء الذي قال إنه يتعامل بالعاطفة في قراراته ويعمل على تلبية مصالح شخصية لإرضاء أصدقائه (معلول) وسيجني ما زرعه بدوره، وأنهى البنزرتي حديثه بالتأكيد على إمكانية بناء منتخب قوي في غضون خمس سنوات وعلى من سيتحمل مسؤولية قيادة المنتخب أن يعمل كثيرا ويبتعد عن الكلام أكثر. زياد الجزيري ل «التونسية»: المسؤولية جماعية «ما حصل لم يكن متوقعا ولم نكن ننتظر الهزيمة والخروج والأداء الهابط للمنتخب الوطني التونسي. ربما هو الأضعف في تاريخ الكرة التونسية في السنوات الأخيرة.. لم أجد كلمات مناسبة للتعبير عن حزني لخروج المنتخب واكتفيت بالصمت». «تحميل المسؤولية لا يجب أن يكون حكرا على المدرب نبيل معلول منفردا، هو جزء من جملة العوامل التي أفشلت مسيرة المنتخب الوطني وقد يكون جزء بسيطا حيث لم يقدم اللاعبين شيئا، لم نشاهد روحا ولم أجد تفسيرا فالفريق كان يكفيه التعادل للمرور وإذ بنا نودع بهزيمة أمام منتخب ناشئ لا يملك سمعة المنتخب التونسي التي تحتاج عملا كبيرا لنعود إلى مصاف الكبار». «في المنتخب الوطني ورغم وجود لاعبين ممتازين إلا أن الأداء الجماعي على أرض الميدان والحضور الذهني والبدني كان قريبا من الصفر دون تحامل على أي شخص.. وعدد من اللاعبين كانوا مجرد رقم جامد لا يزيد المنتخب شيئا، وهناك أيضا لاعبون شبان قادرون على العمل والتطور وخدمة المنتخب مستقبلا، يجب النظر سريعا في المشاكل التي ساهمت في هذه الخيبة والمتعلقة بالمنافسة والجمهور والبنية التحتية والموارد المالية والإشهار وغيرها.. ملفات يجب أن تفتح على الفور ويتم التباحث فيها لإيجاد الحلول الكفيلة بإعادة صورة كرة القدم التونسية إلى مكانتها في أقرب الآجال». خالد الطرابلسي وعلاء حمودي