التونسية (تونس) في خضم ما تشهده الساحة السياسية الوطنية من ردود أفعال وآراء متباينة بخصوص النتائج الاخيرة لمبادرة الرباعي الراعي للحوار وردا على اتهامات نائب رئيس حركة «النهضة» وعضو المكتب السياسي عبد الحميد الجلاصي أمس لمنظمة الأعراف بتعطيل الإنتاج وبعدم الحياد، قالت رئيسة منظمة الأعراف وداد بوشماوي إن المنظمة ليست مع المعارضة وليست كذلك مع الترويكا وأنها تقف في صف المحايدين على نفس المسافة. ونفت رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية في هذا الاطار أن تكون المنظمة قد هددت بوقف الإنتاج وقالت ان المنظمة طالبت بضرورة الحرص على توفير المناخ الملائم للاستثمار لدفع عجلة الاقتصاد الوطني نحو الافضل مشيرة إلى أنه برغم الظروف الصعبة فإن رجال الأعمال يستثمرون باحتشام وليس بالكيفية المطلوبة نافية هروب رجال الأعمال التونسيين إلى الخارج للانتصاب في بلدان أخرى ، موضحة في هذا السياق أن ذلك يدخل في إطار التوسع في الخارج لا غير. في المقابل أكدت بوشماوي أنه لا يمكن لرجال الأعمال الاستثمار في ظروف أمنية غير مطمئنة وأشارت في هذا السياق إلى تواصل تحجير السفر على الهادي الجيلاني، معتبرة أن هذا المنع هو منع سياسي بالأساس. كما أشارت وداد بوشماوي إلى وجود محاولات عديدة لتركيع منظمة الأعراف ، مشددة في سياق متصل على عدم رضوخ المنظمة مهما كانت الضغوطات وأي كان مصدرها مع الالتزام بالحيادية الدائمة للاتحاد وقالت رئيسة منظمة الأعراف «نحن لا نطلب المستحيل ولكن ما هو ممكن» وأشارت في هذا الاطار إلى اعتراف القائمين على الشأن الاقتصادي اليوم بصعوبة الوضع ودقته وحساسيته. وأكدت أن الإضرابات في القطاع الخاص تقلصت بشكل واضح بعد توقيع العقد الإجتماعي مع الإتحاد وأضافت أن الإتحاد اليوم أصبح أكثر وعي بمشاكل المؤسسة وتم إلغاء العديد من الإضرابات كما بينت رئيسة اتحاد الأعراف في معرض حديثها ب «موزاييك آف آم» إلى تقلص القدرة التنافسية للمؤسسات والقدرة الشرائية للمواطن بسبب تعدد المشاكل الأمنية وعدم استقرار الوضع، بالإضافة إلى تدني قيمة الدينار مما يؤثر سلبا حتى على القطاعات الإستراتيجية.
و عن العصيان المدني الذي تنادي به بعض الاطراف قالت رئيسة الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليلدية إن موقف منظمة الأعراف في هذا الشأن كان واضحا منذ البداية وفي أول جلسة مع الرباعي الراعي للحوار وهو عدم الموافقة على العصيان المدني وإخراج الناس بصفة عشوائية.. وحول الخطوات الإحتجاجية الممكنة والمحتملة في حال فشلت جهود الذهاب إلى الحوار، قالت بوشماوي إن أي تحرك سلمي مرحب به لكن كل ما يعطل الأمور يجب التفكير فيه جيدا وان المنظمة ستتخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب.
كما استبعدت بوشماوي اقرار الإضراب العام من قبل إتحاد الشغل لأنه على وعي ودراية بحقيقة الوضع وخطورته مؤكدة في ذات السياق أن تقارب منظمة الأعراف مع إتحاد الشغل لا غاية له إلا مصلحة البلاد قائلة «لدي أمل أن نصل إلى حل قبل الوصول إلى إضراب عام».