التونسية (سيدي علوان) (مكتب سوسة) مازالت أصداء الحادثة التي تعرض لها الشاب صبري السفاري أصيل مدينة سيدي علوان من ولاية المهدية تثير الكثير من الاستفهامات وسط تعدد الروايات من قبل جميع الأطراف. «التونسية» تحولت على عين المكان في محاولة للوقوف على ملابسات الواقعة كما جاءت على لسان أفراد عائلة صبري وأصدقائه وبعض شهود العيان... عندما اقتربنا من المدينة وتحديدا على مستوى منطقة «الشتيوين» لاحظنا وجود تعزيزات أمنية توحي بأن الوضع مازال متوترا وهو ما لمسناه بمجرد دخولنا إلى المدينة حيث لاحظنا موجة من الغضب من قبل الأهالي الذين أبدوا احتجاجهم على الطريقة التي تعامل بها أعوان الأمن مع شباب المدينة من جهة وعلى طريقة تناول بعض وسائل الإعلام الحادثة من جهة أخرى. تصفية حسابات؟! في حديثنا مع شقيق صبري المقيم بإيطاليا الذي عاد ليلة أول أمس إلى مسقط رأسه أفاد أن الحادثة قد تكون على علاقة بما قال انه «تصفية حسابات بين شقيقه وبين بعض أعوان الأمن على خلفية شكاية تقدم بها «عدلي» شقيق صبري إلى وكيل الجمهورية بالمهدية بتاريخ 10 سبتمبر 2013 بعد تعرضه إلى اعتداء بالعنف الشديد دون سبب من قبل أعوان أمن في ضاحية الزهراء بالمهدية مما خلف له أضرارا بدنية على مستوى الأذن استوجبت حصوله على شهادة طبية ب30 يوما, طالبا على إثرها إلزام أعوان الأمن بعدم الاعتداء عليه مستقبلا مع وجوب تحميلهم مسؤولية تعرضه لأي مكروه بعد أن هددوه بالانتقام في حال تقديم شكاية» على حدّ تعبيره. «عدلي السفاري» أكد أن شقيقه كان «ضحية عملية تصفية حسابات» وأنّ «أعوان الأمن تعمدوا استهداف شقيقه بسبب الشكاية التي تقدم بها» على حدّ قوله. اعتداء وحشي كل شهود العيان الذين تحدثوا إلى «التونسية» أكدوا أن دورية شرطة سيدي علوان توقفت بالقرب من بعض الشبان ونزل من السيارة عونان قاما بالاعتداء عليهم فلاذ ثلاثة شبان بالفرار وبقي صبري وصديقاه هاني وفتحي في مكانهم فقام أحد الأعوان بالاعتداء على فتحي مما خلف له إصابة على مستوى يده ثم نزل عون أمن ثالث من السيارة ووضع الشبان موضع القرفصاء ووضع سلاحه (شطاير) على رقبة هاني الذي احتج على طريقة تعامل الأعوان مع صديقه الذي يصغره سنا فقام العون بتحويل سلاحه إلى وجه صبري ثم سمعنا دوي رصاصة... حالة فزع دوي الرصاصة كان كفيلا بإثارة الهلع وسط سكان المدينة الذين هرعوا إلى مكان الحادثة لاستجلاء الأمر بمن في ذلك والدة صبري التي أكدت ل« التونسية» عند زيارتنا لمنزلها أنها استيقظت من نومها على صوت دوي لم تفهمه إلا بعد أن سمعت صوت جارتها يناديها « إجري يا ليلى البوليسية قتلوا صبري», وقالت والدة صبري إنها بمجرد خروجها وجدت ابنها يسبح في بركة دماء ووجهه مشوه وأضافت قائلة: لقد بادر بإخفاء وجهه بقميصه حتى لا يشعرني بهول الإصابة وحتى لا تزداد أوجاعي وحرقتي عليه وهم بالهروب ليتوارى عن أنظاري... الجدة بدورها كانت حاضرة بالمنزل وأكدت أن المكان الذي جدت به الواقعة لم يكن محاذيا لمركز الشرطة خلافا لما تناقلته بعض وسائل الإعلام مشيرة إلى أن الجيران قادوهم إلى مكان الحادثة الذي لا يبعد عن منزل والدي صبري إلا بضعة أمتار... شقيقة صبري من جهتها صدمتنا بإطلاعنا على ما تبقى من فك أخيها الذي عثر عليه في مكان الحادث... ليس بلعيد أو البراهمي شهود العيان أكدوا أن أعوان الأمن تهكموا عليهم وعلقوا على ما شهدته المنطقة عقب الحادثة مؤكدين أن صبري ليس الشهيدين شكري بلعيد أو محمد البراهمي حتى يثير الاعتداء عليه ثورة جديدة في سيدي علوان وهو ما استنكرته والدة صبري التي قالت: « صحيح أن ابني ليس بلعيد أو البراهمي لكنه شاب تونسي من حقه أن ينعم بالحرية التي جاءت بها الثورة وتساءلت هل أن دم شكري بلعيد أحمر ودم ابني أسود حتى يستهزؤوا به؟... وواصلت أنها تطلب القصاص ممن تسبب في الاعتداء على ابنها قائلة إنها لن تتنازل عن حق ابنها كلفها ذلك ما كلفها. لا لتسييس القضية جميع الذين تحدثت إليهم «التونسية» أكدوا رفضهم للمحاولات التي تقوم بها بعض الأطراف من أجل تسييس القضية واستثمارها لفائدتهم منددين بطرح القضية في المجلس التأسيسي مستنكرين موقف المكتب المحلي لحركة «النهضة» بسيدي علوان الذي لم يحرك ساكنا ولو من منطلق إنساني. عائلة المتضرر تلتقي بالوزير تجدر الإشارة إلى أن والد المتضرر وشقيقته وبعض الجيران وشهود العيان الثلاثة سيلتقون اليوم الاربعاء وزير الداخلية لطفي بن جدو بطلب منه بمقر الوزارة. تخوفات الشهود الشهود الذين تم الاستماع لشهاداتهم في منطقة الأمن بالمهدية أبدوا تخوفهم الشديد من تغيير وتحريف أقوالهم بما يخدم موقف عون الأمن المعتدي وهو ما دفعهم إلى الاستنجاد بعدل إشهاد قام بتوثيق شهاداتهم في محضر رسمي مسجل ببلدية المهدية.