بعد اكثر من خمس ساعات من المفاوضات وصفت بالعسيرة بين قيادات «جبهة الإنقاذ» بمقر حركة «نداء تونس» بالبحيرة وبحضور بسمة الخلفاوي أرملة الشهيد شكري بلعيد أعلن الطيب البكوش القيادي بالهيئة التأسيسية لجبهة الانقاذ أن تواتر المعطيات الخطيرة حول تورط أطراف من السلطة والحكومة في الإرهاب العالمي خصوصا بعد ما تم كشفه في الندوة الصحفية للطيب العقيلي يقتضي سياسيا وأخلاقيا استقالة الحكومة مبينا ان وضع البلاد المتأزم يحتم انهاء الحوار الوطني الدائر بين المعارضة وحركة «النهضة» تحت مظلة الرباعي مؤكدا على ضرورة امضاء جميع الأطراف على بنود خارطة الطريق مسبقا وقبل بداية الحوار بمعنى ان تتعهد الحكومة رسميا بتقديم استقالتها خلال اول جلسة من جلسات انطلاق الحوار الوطني مبينا ان الحوار الدائر بين المعارضة وحركة «النهضة» طال أكثر من اللزوم وان ذلك ساهم في تأزيم الوضع اكثر وادخال البلاد في مرحلة من الضبابية وانعدام الرؤية وفق كلامه. وبيّن البكوش ان رد وزارة الداخلية على ما تم كشفه من معطيات حول اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي والأحداث الارهابية التي شهدتها البلاد يعكس رغبتها في التنصل من مسؤولياتها وطمس الحقائق مشددا على انه لا بد من تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في المعطيات التي تم كشفها في ندوة «ايرفا» ملاحظا ان اجتماع امس الذي عقدته جبهة الانقاذ كان صعبا للغاية واستثنائيا ويكتسي صبغة خاصة لإنه تم على خلفية المعطيات الخطيرة التي كشفها العقيلي حسب قوله. الإمضاء على الاستقالة في أول جلسة سمير الطيب النائب المنسحب من «التأسيسي» والقيادي بحزب المسار الديمقراطي اشار من جهته الى ان حركة «النهضة» ملزمة بالإمضاء مسبقا على خارطة الطريق والتعهد رسميا باستقالة حكومة العريض خلال اول جلسة للحوار المرجح انطلاقه نهاية الاسبوع الجاري مؤكدا ان استقالة الحكومة تصبح نافذة وجوبا في اجل اقصاه ثلاثة اسابيع من موعد انطلاق الحوار وفق تعبيره. إصرار على رحيل الحكومة من جانبه اكد زياد الاخضر قيادي في «الوطد» و«الجبهة الشعبية» أن المعارضة ومنها «الجبهة الشعبية» مصرة على رحيل الحكومة ومستعدة للإمضاء على خارطة الطريق في كل وقت ملاحظا ان موقفهم من المسألة واضح وبلا مداورة حسب كلامه. الداخلية «تهزّ ساق تغرق الاخرى» وبخصوص ما تم الإعلان عنه في ندوة العقيلي قال زياد الأخضر ان وزارة الداخلية مصرة على تكذيب الحقائق المكشوفة وتسعى الى التهجم على من سرب هذه الحقائق مبينا ان الداخلية قالت ان بعض التواريخ المذكورة في الوثائق مدلّسة وان هذا يعني ان محتوى الوثائق صحيح وغير مزيف مؤكدا ان الوزارة وكما يقول المثل العامي «تهزّ ساق تغرق الاخرى» مستطردا «نحن نريد ان تخرج الداخلية ما لديها من معطيات» مضيفا ان ما قامت به الداخلية مباشرة بعد انتهاء الندوة هو تسريعها باتخاذ قرار عقابي تجاه المسربين في حين لم تحرك ساكنا لمعاقبة قتلة الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وانها بذلك تعتمد سياسة المكيالين ولجم الأفواه حسب ما جاء في كلامه. رئيس الحكومة القادمة وبالنسبة لأبرز الأسماء المرشحة لرئاسة حكومة الإنقاذ الوطني المنتظرة أوضح عصام الشابي القيادي في «الحزب الجمهوري» أن هناك أسماء مرشحة لهذه الخطة وأن الإعلان عنها الآن أمر سابق لأوانه وفق تعبيره.