هي قطعا المباراة الأهم والأصعب إلى حد الآن في المشوار القاري لفريق باب سويقة هذه السنة ، الأهمية تتمثل في كونها بوابة العبور إلى العرس الختامي لهذه المسابقة الكبرى على مستوى الأندية في قارتنا والصعوبة تكمن في قيمة المنافس الذي أطاح بمازمبي قبل دور المجموعات ثم هزم الأهلي بثلاثية في القاهرة والزمالك برباعية في جنوب إفريقيا في دور المجموعات... صحيح أن التأهل إلى الدور النهائي لن يحسم إلا بعد مباراة الإياب في رادس لكن الثابت أيضا أن نتيجة لقاء اليوم ستكون لها انعكاسات مباشرة على مواجهة العودة وبالتالي تأثيرات كبيرة على حظوظ الفريقين في المرور إلى المقابلة الختامية. ومن هذا المنطلق فإن الترجي الرياضي مطالب هذا المساء بجوهانسبوغ بتحقيق نتيجة إيجابية أمام بطل وممثل كرة جنوب إفريقيا فريق أورلندو بيرات. النتيجة الإيجابية تمر عبر التهديف لا نعني بالنتيجة الإيجابية اليوم الإنتصار أو التعادل فقط وإنما أيضا الإنهزام بفارق صغير خصوصا وأن المنافس متعود على الضرب بقوة على أرضه وأمام جماهيره ، لكن الأهم من كل ذلك هو أن يصل أبناء باب سويقة إلى شباك منافسهم لأن التهديف خارج القواعد سيحدث الفارق في النهاية وسيرجح كفة هذا الفريق على ذاك... نجاح الترجيين في تسجيل هدف على الأقل مساء اليوم بعاصمة جنوب إفريقيا أمر ضروري إذا ما أرادوا فعلا تحقيق خطوة إيجابية نحو الدور النهائي ومن هذا المنطلق لا مجال لإهدار الفرص السانحة لمغالطة دفاع وحارس مرمى أورلندو بيرات ولا مجال لذلك العقم الهجومي الذي ميّز آداء الخط الأمامي للأحمر والأصفر في العديد من اللقاءات السابقة ولا مجال لذلك التصرف السيئ بالكرة أمام المرمى من قبل المهاجمين، كل ذلك ممنوع اليوم وإلا سيكون الثمن باهظا وعلى عين المكان أمام منافس عتيد يعد من أبرز المرشحين لكسب اللقب. الحذر في بداية ونهاية اللقاء مثل هذه المواجهات التي تدور خارج الوطن أي على أرض المنافس يتطلب النجاح فيها بعض الشروط والمعطيات من بينها دخول اللقاء بتركيز وبحذر تفاديا لقبول هدف مبكر يعطي ثقة أكبر ودفعا أقوى للمنافس ويزيد في هيجانه ويفتح أمامه أبواب الفوز العريض على مصراعيها... بداية المقابلات هي التي تحدد غالبا بقية تطورات المواجهة سواء على مستوى النتيجة أو أيضا على مستوى المردود وفي كل مرة ينجح الفريق الضيف في اجتياز الفترة الأولى بسلام فإنه يمسك فيما بعد بزمام الأمور ويتوصل إلى تحقيق هدفه من المقابلة... هذا ما يجب أن يؤمنّه أبناء ماهر الكنزاري هذا المساء لكن دون التغافل عن نهاية اللقاء هذه المرة لسبب بسيط وهو أن لقاءات المنافس الفارطة أكدت نجاحه في إحداث الفارق في الأشواط الثانية وخاصة في الدقائق الأخيرة مثلما حصل بالخصوص مع مازمبي حيث سجل بطل جنوب إفريقيا هدفيه في الدقائق الأخيرة وكذلك مع الزمالك حيث أحدث اورلندو الفارق في الفترة الثانية بعد أن انتهى الشوط الأول بالتعادل الإيجابي ( 1 – 1 ) ... إذن لا بد من التركيز طوال تسعين دقيقة لأن المنافس لا يترك أي فرصة تمر لأخذ الأسبقية وتسجيل الأهداف وهو العامل الأول الذي يجعل مهمة الترجيين صعبة للغاية اليوم وتتطلب الكثير من العطاء والتضحيات وخاصة اللعب على حقيقة الإمكانيات. الغيابات والإنتقادات زادت في الصعوبات إذن المباراة صعبة جدا وقد تكون ربما أصعب مما يتوقعه الرياضيون في تونس وفي مقدمتهم جمهور الأحمر والأصفر ، فعلاوة على قوة المنافس ونجاح هجومه آداء ونجاعة فإن الغيابات والإنتقادات تزيد في تعقيد مهمة الترجيين اليوم... الغيابات لن تسمح للإطار الفني باتباع الطريقة المثلى في مثل هذه المواجهات والمتمثلة في التعويل على ثلاثي ارتكاز بما أن مجدي تراوي وكريم العواضي يغيبان عن هذا اللقاء لأسباب صحية بالنسبة للأول وتأديبية للثاني فيما زادت الإنتقادات التي شملت ماهر الكنزاري وبعض ركائز الفريق مثل الدراجي ونجانغ ويحيى في تعقيد الأمور من خلال أجواء لا تليق فعلا باستعدادات لدور نصف نهائي قاري. هل يتحدى الترجي الرياضي كل ذلك؟ هذا هو السؤال الأهم اليوم وهذا هو ما نتمناه في الحقيقة حتى يخطو الترجي الرياضي خطوة عملاقة نحو النهائي من جوهانسبورغ بالذات من خلال نتيجة تسهّل عليه مباراة العودة... فريق باب سويقة عودنا على التألق والإنتفاضة في كل مرة يكون فيها تحت الضغوطات ومحل انتقادات فهل يحقق اليوم إنجازا جديدا يضاف إلى سجله الحافل؟ ... هذا ما سيسعى ماهر الكنزاري وأبناؤه إلى القيام به ولن يدخروا من أجل ذلك أي جهد . الغيابات تغير التكتيك الخطة المثلى في مباراة اليوم أمام منافس قوي على أرضه وأمام جماهيره تتمثل قطعا في اللعب بثلاثة لاعبي ارتكاز حتى يسيطر الترجيون على منطقة وسط الميدان وينجحوا في التصدي وقطع هجومات بطل جنوب إفريقيا قبل وصوله إلى مناطق الجزاء التابعة للحارس معز بن شريفية... هذه الإمكانية غير متوفرة من سوء الحظ للمدرب ماهر الكنزاري بسبب غياب كل من مجدي تراوي المصاب وكريم العواضي المعاقب وسيكتفي بالتالي مدرب الأحمر والأصفر بالتعويل على حسين الراقد وخالد المولهي في هذه المهمة مع إقحام لاعب آخر إلى جانبهما ذي صبغة هجومية مع مطالبته بالمعاضدة الدفاعية ومساندة الثنائي الراقد والمولهي في عملية التغطية ، هذا اللاعب قد يكون أسامة الدراجي أو أيضا إيهاب المساكني وهذا ما قد يكون حدده ماهر الكنزاري مساء أمس خلال الحصة التدريبية التي أجراها الترجي الرياضي بالملعب الرئيسي الذي يحتضن اللقاء. بقية المراكز ستكون دون مفاجآت باعتبار عودة سامح الدربالي على الجهة اليمنى للدفاع وخليل شمام على الجهة اليسرى وهاريسون آفول على الرواق الأيمن للهجوم فيما لا يمثل اسم اللاعب الثاني الذي سيشكل مع شمس الدين الذوادي ثنائي محور الدفاع عائقا بما أن المستوى متقارب جدا بين عنتر يحيى ومحمد بن منصور بل إن مردود هذا الأخير كان أفضل في المقابلات الفارطة. إذن وطبقا لهذه المعطيات فإن التشكيلة المحتملة والأقرب اليوم في مواجهة ممثل كرة جنوب إفريقيا ستكون على النحو التالي : معز بن شريفية – سامح الدربالي – خليل شمام – شمس الدين الذوادي – محمد بن منصور – حسين الراقد – خالد المولهي – أسامة الدراجي – هاريسون آفول – يانيك نجانغ – يوسف البلايلي.