التونسية ( تونس ) قال اليوم الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس ان الخلاف الحقيقي حول الإسلام في تونس يتجلى في رؤيتين، رؤية وطنية ورؤية مستوردة، ورؤية وطنية قائمة على الاجتهاد والتجديد والإصلاح و على التسامح و الحكمة وأخرى مستوردة قائمة على التقليد والجمود والعنف والإرهاب و تعمل على تشويه الإسلام باستغلاله والتجارة به و ممارسة القتل والعنف والتفجير وفق قوله. و أكد الباجي قائد السبسي خلال اليوم الدّراسي "الإسلام في تونس" الذي نظمه منتدى حركة نداء تونس "لحوار الحضارات والأديان والثّقافات" ومؤسسة "كونراد أديناور" بتونس ان الإسلام التونسي سيهزم الإسلام المستورد أيّا كان مأتاه والجهات الداعمة له حسب تعبيره مضيفا " ستهزم الرؤية الوطنية للإسلام باعتدالها ووسطيّتها وانفتاحها كلّ الرؤى الأخرى التي آذت الإسلام أيّما إيذاء وشوّهت صورته أيّما تشويه تلك إذا هي مسؤوليتنا وذلك هو عملنا الصالح إن شاء الله و حزب نداء تونس يؤمن إيمانا جازما راسخا بالأسس التي أقيمت عليها الدولة المستقلة كما كانت الحركة الوطنية التونسية دائما، والّتي بيّنها دستور 59 في مادّته الأولى، من أن تونس دولة حرّة مستقلّة، الإسلام دينها والعربية لغتها، كما يؤمن بأن الإسلام في نسخته التونسية الزيتونية الاجتهادية المقاصدية السنيّة المالكية الأشعرية الجنيدية، هو مقوّم أساسي من مقوّمات أمّتنا وهويتنا الوطنية، ولا يزايدّن أحد علينا". و بين السبسي أنهم في نداء تونس يعتقدون أنّهم مسؤولون تماما تجاه الإسلام، و"أنّ المسؤولية تقتضي الاجتهاد والتجديد والقناعة بأن الدّين هو للّه، وأنه لا واسطة بين العبد وربّه، وأن المساجد يجب أن تحيّد عن السياسة والأحزاب حتّى لا يذكر فيها غير الله، وأن النظافة من الإيمان، وأن حسن الأخلاق من ضرورات الدّين، وأن احترام حريّة المعتقد والأديان فريضة على كلّ مسلمة ومسلم" حسب قوله . و تابع السبسي قائلا " خلافا لما روّجه المغرضون والكارهون لتاريخ دولتهم المستقلّة الرائدة، فإنّ الزعيم الحبيب بورقيبة آمن عميق الإيمان بدور "الدّين" في العمليّة التنموية، ورضي له من الألقاب لقب "المجاهد الأكبر" وهو لقب إسلامي بامتياز، يشير إلى أن جهاد المسلمين الأكبر هو ضدّ الجهل والفقر والأميّة والمرض، وأن التحدّي المطروح على المسلمين هو تحدّي الأخذ بأسباب العصر والعلوم والتقنيات وخلافا لما يزعم المغرضون أيضا، ممّن حوّلوا الإسلام من عامل توحيد لجميع التونسيين، إلى عامل "تفتين" و"تفريق" و"انقسام"، فإنّ الدين في تونس ليس في خطر، وأنّه لا وجود لمعركة حول الإسلام بين محبّ له وكاره لوجوده..أقول أن "التوانسة" في غالبيتهم مسلمون وسيظلّون كذلك إلى يوم الدّين". و اقر رئيس حزب نداء تونس أنّ للتونسيين رؤيتهم الوطنية الخاصّة بالإسلام، وان عوامل كثيرة تاريخية وجغرافية واجتماعية وثقافية ونفسيّة لعبت في تشكيل هذه الرؤية عبر القرون مشيرا إلى أنّ "الإسلام" قد اكتسب نسخة تونسية منذ اعتنق غالبية "التوانسة" هذا الدّين " على حد تعبيره.