كنّا قد أشرنا في عدد الأمس إلى أن مباراة ستير جرزونة ضد ضيفه جمعية مقرين لحساب الجولة الأولى من بطولة الرابطة الثالثة شهدت أحداث عنف واجتياح للميدان. ولولا تدخل الأمن لحدث ما لا يحمد عقباه، وتعود أسباب الحادثة إلى إلغاء الهدف الثاني لجمعية مقرين من طرف الحكم المساعد عبد السلام بوشربية الذي أكد أنه مسبوق بلمسة يد. إلغاء الهدف تسبّب في تبادل الشتائم بين لاعبي الفريقين وتشابك بالأيادي ومن ثمّة اجتياح عدد من الجماهير الحاضرة الميدان ممّا أوجب على الحكم العروسي الأحمدي إيقاف المباراة قبل توقيتها الأصلي على نتيجة التعادل هدفا مقابل هدف. وتجدر الإشارة إلى أن أحداث العنف هذه وقعت أمام أنظار رئيس الإدارة الوطنية للتحكيم عواز الطرابلسي الذي كان متواجدا بالصدفة لمشاهدة اللقاء والذي أكد لنا في اتصال هاتفي به ما حدث مشيرا إلى أنه كان متواجدا صحبة ابنه لمتابعة الشوط الثاني من اللقاء. قد تبدو الحادثة في ظاهرها عادية خاصة أمام أحداث العنف التي شهدتها العديد من مباريات رابطة الهواة في الموسم الفارط لكن أن نعلم أن ورقة اللقاء أكدت أن كلا الفريقين مذنبان ممّا يستدعي هزمهما ذلك ما يشكل حالة استثنائية يغيب فيه حكم قانوني محدد، الشيء الذي سيجبر مكتب الرابطة على إحالة ملف هذه القضية إلى المكتب الجامعي الذي يحقّ له البتّ في مثل هذه الملفات الشائكة... فهل ستقرّر الجامعة (دون عناء أو اجتهاد) مكافأة الفريقين بقرار إعادة اللقاء بما فيه أخفّ الأضرار للفريقين أمّ أنّها ستحدث المفاجأة فتعاقب الفريقين بما يستحقه فعلهما وحتى نقضي على مثل هذه المشاكل في ملاعبنا؟ ذاك ما ستكشفه لنا الأيّام القليلة القادمة. قرار «الويكلو»: حبر على ورق تأكد منذ الجولة الافتتاحية لبطولة الرابطة الثالثة أنه لا مكان ل«الويكلو» في ملاعب الرابطة خاصة أمام الموقف السلبي لأعوان الأمن الذين يتفادون عادة أيّة مواجهة مباشرة مع جمهور هذه الفرق، ما يدفعنا للتساؤل عن دور الرابطة في مزيد التنسيق مع الجهات الأمنية وفي محاولة البحث عن حلول عاجلة لمثل هذه الظواهر.