بحكم افتقار القناة الوطنية إلى معلقين يستجيبون لتطلعات المشاهدين يجبر غالبية المشاهدين التونسيين على مواكبة مباريات الأندية والمنتخب الوطني على قناة الجزيرة الرياضية ورغم انّ الفرجة في رحاب الجزيرة كثيرا ما يخلق نوعا من المتعة بسبب البرمجة والتغطية المميّزة التي تؤمنها في مختلف المسابقات الرياضية فأنّ القناة القطرية لا تحيد بدورها عن القاعدة وتسقط هي الاخرى كمثيلاتها في فخّ النشاز المبتذل... في كلّ مرّة يكون فيها معلقّ المباراة رؤوف خليف يجبر الجمهور التونسي على تجرّع مرارة التعليق السقيم والتجويف المملّ الذي ينتهجه هذا الأخير... خليف لا يعرف سوى كلمة يوزّع وهو بارع في لغة العروض وفلسفة الصدر والعجز ويبحث بكلّ السبل عن موزون الكلمات على غرار "لا كلام ولا سلام يا عبد السلام"... أو جملته الشهيرة "كلّ الخطر من هذا البشر"...أو معزوفته الفريدة "هات الصورة هات...هات فلوسك هات..." ثمّ ان كلّ الاسماء لنا رنّتها المميّزة ونغمتها الخاصة وكأنّ رؤوف خليف قادم من كوكب آخر مخارجه تلفظ الحروف بتجويد لا مثيل له يفقدك أحيانا حاسة الصوت ويرغمك على تحسّس بواطن الكلمات... رجاء عد إلى طبيعتك يا رؤوف وكن رؤوفا علينا أو وزّع وانصرف عن الكرة التونسية...