السلطات الفرنسية تبحث عن سجين أطلق سراحه عن طريق الخطأ    انفجارات عنيفة تهز مدينة حلب السورية    عاصفة رملية كثيفة تجتاح السعودية والعراق وقطر    في شهر جوان.. 3 مباريات ودية للمنتخب التونسي    الكرة الطائرة.. الترجي يتأهل الى نهائي الكاس    القيروان.. البرد يتسبب في اضرار بمحاصيل الحبوب والاشجار المثمرة    القصرين.. حجز 2147 قرصا مخدرا بحوزة شخصين على متن سيارة    صفاقس : عودة متميزة لمهرجان سيدي عباس للحرف والصناعات التقليدية في دورته31    بنزرت: إلغاء إضراب أعوان الشركة الجهوية لنقل المسافرين المبرمج ليوم الأربعاء 07 ماي    مهرجان محمد عبد العزيز العقربي للمسرح...دورة العودة والتجديد و«ما يراوش» مسك الختام    لأول مرة في السينما المصرية/ فيلم يجمع هند صبري بأحمد حلمي    إلزام الناشرين الأجانب بإرجاع كتبهم غير المباعة إجراء قانوني    وفاة 57 طفلا والمأساة متواصلة ... غزّة تموت جوعا    هبة يابانية    نسبة التضخم تتراجع الى مستوى 6ر5 بالمائة خلال شهر أفريل 2025    قابس: مستثمرون من عدّة دول عربية يشاركون من 07 الى 09 ماي الجاري في الملتقى العربي للاستثمار السياحي والاقتصادي بقابس    شراكة تونسية قطرية لتعزيز القطاع الصحي: 20 وحدة رعاية صحية جديدة خلال 3 أشهر    الحماية المدنية تنبّه من الممارسات التي تساهم في اندلاع الحرائق    عاجل/ إعلام إسرائيلي: تم تدمير ميناء الحديدة في اليمن بالكامل    زغوان: رفع 148 مخالفة اقتصادية وحجز أكثر من 22 طنّا من السكر المدعم    بطولة الرابطة الأولى: برنامج الجولة الأخيرة لموسم 2024-2025    الجمعية التونسية للزراعة المستدامة: عرض الفيلم الوثائقي "الفسقيات: قصة صمود" الإثنين    ثلاث جوائز لتونس في اختتام الدورة 15 لمهرجان مالمو للسينما العربية    بطولة الرابطة المحترفة الثانية: ايقاف مباراة الملعب القابسي ومستقبل القصرين    انخفاض أسعار البطاطا في نابل بفعل وفرة الإنتاج والتوريد    عاجل/ نتنياهو: هجوم جديد ومُكثّف على غزّة وسيتم نقل السكّان    أريانة: سرقة من داخل سيارة تنتهي بإيقاف المتهم واسترجاع المسروق    آلام الرقبة: أسبابها وطرق التخفيف منها    سعر "علّوش العيد" يصل 1800 دينار بهذه الولاية.. #خبر_عاجل    محمد رمضان يشعل جدلا على طائرته    تتمثل في أجهزة التنظير الداخلي.. تونس تتلقى هبة يابانية    الدورة الاولى لتظاهرة 'حروفية الخط العربي' من 09 الى 11 ماي بالقلعة الصغرى    عاجل/ رفض الإفراج عن هذا النائب السابق بالبرلمان..    عاجل - سيدي حسين: الإطاحة بمطلوبين خطيرين وحجز مخدرات    مجلس نواب الشعب : جلسة عامة غدا الثلاثاء للنظر في اتفاق قرض بين تونس والبنك الإفريقي للتنمية    بوفيشة: احتراق شاحنة يخلف وفاة السائق واصابة مرافقه    الرّابطة الثانية : برنامج مباريات الدُفعة الثانية من الجّولة 23.    في قضية مخدرات: هذا ما قرره القضاء في حق حارس مرمى فريق رياضي..#خبر_عاجل    المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة في زيارة عمل إلى تونس بيومين    تونس تحصد 30 ميدالية في بطولة إفريقيا للمصارعة بالدار البيضاء منها 6 ذهبيات    دوار هيشر: 5 سنوات سجناً لطفل تورّط في جريمة قتل    تصنيف لاعبات التنس المحترفات: انس جابر تتراجع الى المرتبة 36    قيس سعيّد يُجدّد دعم تونس لفلسطين ويدعو لوحدة الموقف العربي..    عاجل/شبهات تعرّض سجين للتعذيب ببنزرت: هيئة المحامين تُعلّق على بلاغ وزارة العدل وتكشف..    عاجل -فلكيا : موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    تقلبات جوية متواصلة على امتداد أسبوع...تفاصيل    انطلاق امتحانات البكالوريا التجريبية..    كل ما تحتاج معرفته عن ''كليماتيزور'' السيارة ونصائح الاستعمال    بطولة مدريد المفتوحة للتنس للأساتذة: النرويجي كاسبر رود يتوج باللقب    باكستان تصعد حظرها التجاري ضد الهند    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عماد الدايمي (أمين عام حزب «المؤتمر») ل«التونسية»: نرفض الدخول في حوار مشروط
نشر في التونسية يوم 23 - 10 - 2013


سنتصدى لكل من يحاول استغلال الحوار لأهداف انقلابية
«حادثة العوينة» مرفوضة لأنها تهدّد أسس الدولة
التونسية (تونس)
هو الأمين العام لحزب يثير جدلا واسعا في الساحة السياسية هذه الفترة لأنه رفض التوقيع على وثيقة خارطة الطريق المقترحة من قبل الرباعي الراعي للحوار.هذا الحزب الذي عانى من الإنقسامات وانبثقت عنه عدة أحزاب يقف اليوم موقف الرافض لتوقيع وثيقة وقع عليها شركاؤه في الحكم.عماد الدايمي الأمين العام لحزب «المؤتمر من اجل الجمهورية» يتعرض في حواره اليوم مع «التونسية» الى أسباب هذا الرفض وموقف الحزب من الحوار الوطني وصورة رئيس الدولة في الإعلام وموقع «المؤتمر» في «الترويكا» والساحة السياسية حاليا الى جانب عدة مواضيع أخرى.
لماذا أردت أن يصدر حوارنا معك اليوم بالذات؟
لأنه من المحتمل أن تقع تغييرات وتطورات في الوضع السياسي وحتى لا يكون هناك موقف غير محين ولأن المواقف السياسية أحيانا تتطلب التحيين.و مثلا نحن ننتظر من المنظمات الراعية للحوار تغيير موقفها في آخر لحظة ودعوتنا للمشاركة في جلسة الحوار الوطني. ولهذا لا يمكننا الآن الجزم بوجود إقصاء لحزب «المؤتمر» ولا الجزم بتمسك الجهات الراعية للحوار بشرطها الذي اعتبرناه غير مقبول وغير معقول.
ما الذي جعلكم تظنون أو تنتظرون تغيير الرباعي الراعي للحوار لموقفه من مشاركتكم في جلسات الحوار الوطني رغم عدم توقيعكم على وثيقة خارطة الطريق؟
لأننا وفي كل الحالات نتوقع أن المنظمات الراعية للحوار ستراجع موفقها باعتبار أن موقفنا قوي على المستويات الأخلاقية والسياسية ولاقى مساندة شعبية ومساندة من الخبراء الدستوريين .موقف حزبنا منطقي لذلك نتوقع من هذه المنظمات مراجعة مواقفها الرافضة لمشاركتنا في الحوار على أساس أننا متمسكون بالحوار والكثير من الأطراف التي شاركت في الجلسات التمهيدية طالبت بإشراكنا في الحوار الوطني وبإيجاد حل لتمكيننا وتمكين الطرفين الآخرين اللذين رفضا التوقيع على خارطة الطريق من المشاركة وعلى أساس أن الحوار سيكون ناقصا في غياب حزب «المؤتمر من اجل الجمهورية» الذي يعتبر مكونا رئيسيا من مكونات الساحة السياسية .
لماذا رفضتم التوقيع على خارطة الطريق في حين آن شريكيكم في الحكم حركة «النهضة» و«التكتل» وقعا على الوثيقة؟
أولا قرارات حزب «المؤتمر» مستقلة ولا يتم اتخاذها حسب قرارات شركائنا وثانيا نحن كنا الطرف الوحيد في «الترويكا» الذي احترم القرار المشترك بعدم التوقيع المسبق على وثيقة تلزمنا بنتائج الحوار قبل انطلاقه,ثم اجتهد شريكانا «النهضة والتكتل» في تقدير موقف جديد وقدرا يوم المؤتمر التوقيع على ورقة العمل المقترحة من قبل الرباعي .و نحن أبقينا على الموقف السابق باعتبار أن هذا الموقف منطقي ومعقول ونحن لا يمكن ان نوقع إلا على نتيجة الحوار ولا يمكن أن نوقع على تفاصيل معدة للنقاش.
هل تخافون من التوقيع على نتائج غير مضمونة للحوار؟
بالنسبة لنا في حزب «المؤتمر» لا نتخوف من الحوار ومن نتائج الحوار لأننا سنكون فاعلين فيه في صورة حضورنا ولن يكون هناك إجماع باعتبار أن القرارات تتخذ بالإجماع وليس بالتصويت لذلك لن يكون هناك إجماع حول قرارات لا تنسجم مع ضرورة كل الضمانات لإنجاح ما تبقى من المرحلة الإنتقالية .من منطلق مبدئي نحن نرفض الإلتزام المسبق بتفاصيل معدة للنقاش .
لقد كانت هناك مناورة من قبل جزء من المعارضة تستهدف إحراج أطراف «الترويكا» وإطلاق العد التنازلي لحل الحكومة, لان هذا الأمر فقط ما يعنيهم في النقاط الموجودة في ورقة العمل.و لهذا نحن قلنا إن هذه المحاولة لا تنم على نية إنجاح الحوار وإنما هي محاولة لفرض إرادة .و للأسف الشديد هذه الأطراف المعارضة نجحت في فرض إرادتها على الرباعي الراعي للحوار وابتزته لتبني مطلبها في حين أننا نعتبر أنه كان على الرباعي أن يرفض أي شرط مسبق للحوار وأن يدفع الجميع للدخول قي الحوار على أساس القبول العام بالمبادرة وعلى أساس قبول العمل على ورقة الحوار بالمناقشة زيادة آو نقصانا وذلك حسب مسار الحوار في حد ذاته .
كيف تفسر توقيع «النهضة» و«التكتل» على خارطة الطريق بعد اتفاقكم على الامتناع على التوقيع؟ ألا ترون في هذا الأمر «خيانة شركاء» أو استخفافا بدور «المؤتمر» السياسي؟
قلت إننا اتخذنا قرارا مشتركا ليلة المؤتمر بعدم التوقيع على وثيقة تلزمنا بمقترحات ورقة العمل قبل انطلاق الحوار ثم اجتهدت «النهضة» و«التكتل» وكانت لديهما مواقف مختلفة من الإتفاق الثلاثي .و نحن أكدنا منذ البداية أننا نتفهم تقديرات شريكينا ونطلب منهما أن يتفهما تقديراتنا .نحن قلنا ونؤكد أن حركة «النهضة» تعرضت لضغط شديد من قبل الرباعي لإقناعها بقبول التوقيع على خارطة الطريق المقترحة .حركة النهضة قدرت أن توقع ونحن نتفهم هذا التقدير. أما بالنسبة لحزب «التكتل» فالأمر كان محسوما منذ البداية ونتفهم هذا الأمر .نحن مارسنا حقنا وتمسكنا بتعهدنا واتخذنا موقفا مبدئيا مختلفا.و حتى عندما جاء شريكانا بعد المؤتمر وفي جلسة من جلسات «الترويكا» وطلبا منا التوقيع على النص لمساندة جهودهما وعدم الإبتعاد على الحوار الوطني ,قلنا لهما إنه ليس من دورهما إقناعنا بالتوقيع وأن قرارنا مبدئي لا رجعة فيه وانه عليهما أن يتعاملا مع هذا القرار كأمر واقع ولا يفكرا مستقبلا في محاولة إقناعنا بتغييره.لهذا قرارنا قرار سيادي لحزب «المؤتمر» وينسجم مع مبادئنا ورفضنا المطلق لأية محاولة لفرض رأي علينا ومع تصورنا لحوار وطني مفتوح لا شروط مسبقة فيه ولا التزام مسبق لاقتراحات معدة للنقاش.
ما الذي دار بينكم وبين الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل في لقائكم الأخير؟
في اليوم الأول من الجلسات التمهيدية للمؤتمر لم نتوجه بالطبع إلى المجلس الدستوري وإنما توجهت مع زملائي إلى المجلس التأسيسي وحاولنا التواصل مع المنظمات الراعية من اجل إيجاد حل واستطلاع رأيهم حول إمكانية مشاركتنا في الحوار وذلك بعد أن سمعنا مداخلات عديدة تقول أن من لم يوقع لن يكون مرحبا به في الجلسات التمهيدية .ثم اتصلت بالسيد حسين العباسي وطلبت موعدا لتوضيح موقفنا وللمطالبة بحقنا في المشاركة في الجلسات التمهيدية للحوار الوطني وبالفعل التقيت السيد حسين العباسي في جلسة مطولة أوضحت له فيها موقفنا واحتججت على الإخلالات التنظيمية الكبيرة التي حصلت يوم المؤتمر الوطني حيث بقينا ننتظر مدة 4 ساعات في حين انه كانت هناك مفاوضات مغلقة في قاعة جانبية بين حركة «النهضة» والرباعي وهذا الأمر فيه مس من كرامة كل الأحزاب المشاركة .
ألم تكونوا طرفا في المفاوضات؟
لم نكن طرفا في المفاوضات المغلقة .المفاوضات كانت لإقناع «النهضة» بالتوقيع فقط . ربما كانوا يتصورون أن «المؤتمر» سيتبنى قرار «النهضة» وأن المشكلة فقط في موقف «النهضة».لكن هذا الأمر خلل في حد ذاته .و قد بلغنا للسيد الأمين العام احتجاجنا على الإخلالات التي حصلت سيما الاستفراد بحركة «النهضة» في مفاوضات لم نكن طرفا فيها وبلغناه كذلك احتجاجنا لاعتماد شرط التوقيع باعتبار أن هذا الشرط لم يكن موجودا بشهادة مسؤولين من الرباعي. وطلبنا منه مراجعة موقف الرباعي في حين طلب منا هو مراجعة موقفنا وانتهي اللقاء على هذا الأساس.
لكن هناك مسؤول في الإتحاد أبلغنا أن كل الأطراف السياسية المعنية بالحوار وافقت سلفا على التوقيع ومن بينها «المؤتمر» وأن شرط التوقيع كان معلوما للجميع؟
هذا الأمر غير صحيح ولم يقع إطلاقا الحديث عن التوقيع على المبادرة في الجلسة الإفتتاحية للحوار وأثناء كل الجلسات التمهيدية التي وقعت مع الرباعي. وبشهادة مسؤولين من الرباعي ومسؤولين من المكتب التنفيذي للإتحاد فإن هذا الشرط لم يكن معتمدا إلى حد يوم الجمعة الواحدة بعد الزوال.و قد تم اعتماده بعد اللقاء الذي جمع الرباعي وممثلين عن جبهة الإنقاذ والذين أصدروا في اليوم نفسه بيانا يشترطون فيه التوقيع على المبادرة للمشاركة في الحوار .و أثناء هذا اللقاء فرضت جبهة الإنقاذ رؤيتها على الرباعي الذي اعتمد هذا الشرط.و لهذا فالحديث على أننا وافقنا ثم تراجعنا غير صحيح ونحن لا نغير موقفا مبدئيا اتخذناه ولسنا من النوع الذي يغير المواقف حسب المواقع.
هل أن إقصاءكم من مفاوضات الإقناع بالتوقيع في اليوم الإفتتاحي للحوار الوطني استنقاص من قيمة حزب «المؤتمر» سيما بعد الإنقسامات التي حصلت فيه حتى أن بعض السياسيين قالوا عنه إنه «ما يعبيش كار»؟
نحن في حزب «المؤتمر» مررنا بفترات صعبة مباشرة بعد الإنتخابات والنتائج الكبيرة التي تحصلنا عليها والتي فاجأت الساحة السياسية جمعاء ولم نكن مستعدين على المستوى الهيكلي والتنظيمي لمثل ذلك النجاح ولم تكن لدينا هياكل قادرة على استيعاب المنخرطين الجدد وعلى التأقلم مع الوضع الجديد لحزب في السلطة, رئيسه الأسبق أصبح رئيسا للجمهورية ومكتبه السياسي أصبح أعضاؤه وزراء ومستشارين .و لهذا دخلنا في دوامة من الأزمات الداخلية وحصلت العديد من الإنشقاقات وقد خرجنا من هذه الدوامة منذ شهر مارس الماضي وذلك بعد مجلس وطني استثنائي اختار أمينا عاما جديدا وهيكلة جديدة ومنذ ذلك الوقت أغلقنا قوس الخلافات الداخلية وتوجهنا إلى البناء الهيكلي للحزب والبناء التنظيمي وتجنب أسباب الهشاشة التنظيمية التي كانت عندنا. حزب «المؤتمر» الآن يعيش مسارا تصاعديا على جميع المستويات الداخلية والسياسية والخارجية.
نحن نعتقد أننا نشكل ثقلا سياسيا مهما على الساحة السياسية الآن وأكثر من أي وقت مضى.و نمثل بالنسبة للكثير من التونسيين البديل والخط الثالث الذي يكسر الإستقطاب الثنائي بين «النهضة» من جهة وبين الإلتقاء التجمعي الدستوري من جهة ثانية.
نحن نمثل لكثير من التونسيين الأمل في الإبتعاد عن الإستقطاب الثنائي أو على التقسيم الثنائي للسلطة ونحن نعتقد أن الدور المتزايد لرئيس الجمهورية في الساحة السياسية والشعبية المتزايدة له ورغم الحملة الإعلامية والسياسية الشرسة ضده والترحيب الكبير بمواقف «المؤتمر» المبدئية والثابتة كلها عوامل تصب في زيادة شعبية لهذا الحزب والنجاح الذي واكب كل أنشطتنا الشعبية في المدة الفارطة يؤكد هذا الأمر الذي نلمسه يوميا في الشارع.
لماذا قلت أن رئيس الدولة مستهدف إعلاميا ؟
هي حملة مقصودة منذ أشهر عديدة وإن صح التعبير منذ 14 ديسمبر 2001 الى اليوم الذي وصل فيه إلى قصر قرطاج .منذ ذلك اليوم والرئيس المرزوقي مستهدف بحملة إعلامية ظالمة من طرف أقلام ظلت تحن للصورة النمطية للرئيس صاحب الشعر الأسود الغزير وربطة العنق الكبيرة الجميلة وصاحب السطوة والسلطة والصلاحيات الكاملة ولم يقبلوا في أذهانهم أن يصل إلى ذلك الموقع ابن شعب مفكر وحقوقي لا يولي أهمية كبرى للمظاهر وإنما يوليها للمواقف والمبادئ والقيم.
كلما تميز رئيس الجمهورية وكلما علا شانه في الخارج كلما زادت الحملة في الدخل لمحاولة التغطية على ذلك البروز والتفوق وذلك من أجل المس من قيمة رئيس الجمهورية وشعبيته المتزايدة وضرب صورته انطلاقا من خلفيات متعددة منها الجهوية والسياسية المرتبطة بالنظام القديم وإيديولوجية مرتبطة بالعداء لفكرة التقارب بين الإديولوجيات وغيرها من العقد التي قادت كثيرا من الأطراف السياسية والإعلامية لاستهداف الرئيس بشكل مباشر وبأكاذيب لا حدود لها.
عندما كنت في رئاسة الجمهورية كمدير لديوان رئيس الجمهورية رفعت اليه في مناسبات عديدة آراء استشارية بخصوص التصدي لهذه الحملة وإيقاف بعض المغرضين عند حدودهم خاصة عندما تعلق الأمر بأكاذيب كبرى وافتراءات لا حدود لدناءتها ومست شخصه وعائلته ولكنه كان في كل مرة يرفض رفع أية قضية على أي صحفي وكان دائما يقول ان التطرف في الحرية أفضل بكثير من فقدان الحرية . ولم يتحدث أحد على مكانته العلمية والدولية لكن كلما تمت مهاجمة الصحافيين عليه كلما علت شعبيته خاصة بعد الإصلاحات الجوهرية في المؤسسات الواقعة ضمن صلاحياته وعندما كانت له مواقف دولية جريئة في الأمم المتحدة عندما دعا الى اطلاق سراح الرئيس مرسي المعتقل وغيرها من المسائل.
ألم يخطئ رئيس الدولة في أي موقف من مواقفه؟
بالتأكيد أخطأ في بعض المواقف ونحن تجاوزنا العهد الذي كان فيه الرئيس معصوما من الخطإ ونحن في حزب «المؤتمر» ابعد ما نكون عن تقديس الأشخاص وعن ادعاء العصمة ولكن عندما نقارن ذلك بالإنجازت التي حصلت نجد أن الأداء كان إيجابيا في الحاصل ولا ننسى أن المرحلة حساسة ورئيس الجمهورية يحكم بصلاحيات التنظيم المؤقت للسلط العمومية.
هل من الممكن أن يكون شركاؤكم في الحكم طرفا في الحملة الإعلامية التي تتحدث عنها وذلك خوفا من تفوق صورة الرئيس وتوظيف شعبيته حزبيا؟
نحن نفترض حسن النية من قبل شركائنا .شراكتنا هي في المستوى السياسي وفي مستوى إدارة المرحلة الإنتقالية للسلطة التنفيذية ونجتمع بشكل دوري من اجل تقريب مواقفنا ولكن هذا لا ينفي انه وقعت بيننا الكثير من الإختلافات في العديد من المناسبات لعل أبرزها حادثة تسليم البغدادي المحمودي. ويحق لي أن أقول أن العلاقة بين رأسي السلطة التنفيذية في ظل الحكومة الثانية هي أفضل بكثير من العلاقة في ظل الحكومة الأولى.
ما هو رأيك ورأي الحزب والرئيس في كتاب الصحفي نزار بهلول بخصوص هفوات الرئيس؟
في كل الحالات لم أطلع على الكتاب لأحكم عليه ولكنني أعرف الكاتب وأقرأ بعض مقالاته وأعرف أن لديه نبرة منحازة ضد الرئيس وساهم في مناسبات عديدة في تشويه صورة الرئيس ونقل في مناسبات عديدة افتراءات أطلقت في شأن الرئيس ولهذا لا أنتظر من الكاتب أن يكتب بموضوعية عن الرئيس المرزوقي .اذكر انه كتب في إحدى المرات نصا طويلا عريضا خارج السياق وذكر فيه الرئيس المرزوقي واعتبره أذكى شخص في هذه البلاد وانه رغم الصلاحيات القليلة تمكن من تحقيق الكثير من الإنجازات وقد اطلعت على التعاليق على هذا المقال التي انهالت عليه شتما وسبا ... أنا في كل الحالات لا أعطي اهتماما كبيرا لمثل هذه المسائل وأعتقد أن حرية التعبير يجب أن تبقى مكفولة في إطار احترام القانون وعدم التشهير والافتراء وفي هذا الإطار يحق له أن يكتب ما يريد ومن حق رئاسة الجمهورية الرد على الكتابات الهامة وتجاهل الكتابات غير الهامة.و هذا شأن يخص الإدارة الحالية للرئاسة.
ماهو رأيك في الهجمات الإرهابية التي تستهدف البلاد؟
لم يفهم الكثيرون داخل الساحة السياسية أن قضية التصدي للإرهاب هي الأهم والأبرز في هذه المرحلة وهي القضية التي يمكن ان تجمع التونسيين باعتبار أن التهديد يشمل الجميع والنظام المجتمعي المشترك لكل التونسيين مهما اختلفت رؤاهم السياسية. ونحن نعتبر أن العمليات الإجرامية الأخيرة دليل على تخبط الجماعات الإرهابية التي تلقت ضربات أمنية قاسمة خلال الأسابيع الماضية بفضل تطور قواتنا المسلحة من الجيش والأمن وبفضل التفاف التونسيين حول تلك القوات من اجل وأد هذه الظاهرة في المهد. نحن في حزب المؤتمر طالبنا في أكثر من مناسبة بضرورة تمكين قواتنا المسلحة من كل الإمكانيات المادية الضرورية للتصدي لهذا الخطر بالقوة وطالبنا أيضا في أكثر من مناسبة بأن يكون التصدي كذلك بوسائل أخرى ثقافية وفكرية وتربوية. نحن أكدنا أنه يجب عزل القلة القليلة التي تحمل السلاح ضد الدولة عن بقية المجتمع وعدم اخذ التونسيين الذين لديهم معتقدات معينة أو لباس معين من منتسبي الفكر السلفي بجريرة المتطرفين الذين يحملون السلاح .و ستكون مقاومة الإرهاب ناجعة أكثر كلما احترمنا حقوق كل المواطنين بمن فيهم السلفيون.
ما هو رأيك في ما أتاه بعض الأمنيين يوم تأبين الشهيدين محمود الفرشيشي وكريم الحامدي في حق الرؤساء الثلاثة؟
أعتقد أن الذي حصل يوم الجمعة الماضي خلال موكب تأبين عوني الحرس المغدورين هو أخطر تحدّ عرفته البلاد خلال فترة ما بعد الثورة وبعد عمليات اغتيال الشهيدين بلعيد والبراهمي وجنودنا وأعوان أمننا باعتبار أن الذي حصل كان ضربا لأسس الدولة ولأسس الديمقراطية ويعد بمثابة التمرد على المؤسسات والقوانين .الذين قاموا بهذا الجرم ارتكبوا من حيث يعلمون أو لا يعلمون خيانة عظمى لمبادئ الدولة ويفتحون الآن الباب أمام الفوضى وأمام الرمي بكل القوانين عرض الحائط.و لا يمكن تشبيههم إلا بالذين اختطفوا رئيس الوزراء الليبي منذ أيام باعتبار أن العمليتين تصبان في خانة المس من هيبة ومؤسسات الدولة والمس من روح الانضباط التي تميز كل مؤسسات الدولة منذ الإستقلال ولهذا طالبنا في بيان أصدرناه بتسليط أشد العقوبات الإدارية على الفاعلين ووصلتنا رسائل من الكثير من الامنيين الرافضين رفضا مطلقا لما وقع ويعتبرون أن ما وقع لا يشرف الأمنيين .
و الأخطر مما حصل هو محاولة الاستغلال السياسي لهذه الحادثة ومحاولة تسييس المطالب الأمنية من قبل بعض الأطراف السياسية التي لم تفهم أن المارد الأمني إذا خرج من قمقمه سيدهس الجميع وسيعصف بكل مكتسبات الثورة وبكل مكاسب الدولة التونسية الحديثة ولهذا هم يخطئون خطأ فادحا وأعتقد انه أفدح من خطأ الأمنيين أنفسهم.
كيف ترى المشهد السياسي بعد الحوار الوطني؟
نحن نأمل حقيقة في أن ينجح هذا الحوار باعتبار ان ما تبقى من المرحلة الإنتقالية يقتضي توافق الجميع من اجل استكمال الدستور وبقية المهام التاسيسية وتوفير العملية لإنجاح الإنتخابات القادمة وحتى تشارك كل الأطراف في الإنتخابات القادمة. لهذا نحن متمسكون بمبدا الحوار ونعتبر ان استثناءنا من الحوار سيكون إقصاء سياسيا لنا من قبل المنظمات الراعية للحوار والتي ستتحمل هذه المسؤولية التاريخية أمام كل التونسيين . وإذا انطلق قطار الحوار اليوم دون أن نكون فيه سنعتبر أن هذا الحوار يحمل بذور الفشل وانه حوار يقصي أطرافا مهمة في الساحة السياسية ولكننا لن نسعى إلى تعطيله أو إفشاله أو القيام بأية مظاهرات وإذا توصلت الأطراف المشاركة فيه إلى اتفاقات سياسية مقبولة في غيابنا سننخرط فيها وسنتصدى بكل قوانا لأي توجه يصدر في المدة القادمة يهدف الى تحويل وجهة الحوار من محاولة إيجاد حلول توافقية إلى محاولة لتحقيق أهداف انقلابية عجزت بعض الأطراف السياسية عن تحقيقها بالمحاولات الفاشلة لتجييش الشارع وتحريك المؤسسات ولقد عبرنا لشركائنا في «الترويكا» عن استعدادنا لدعمهم في هذا الحوار لوجستيا ومع لجاننا التي عملت على مختلف محاور هذا الحوار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.