لم يحظ عيد الجلاء بتظاهرات في حجمه في مدينة صفاقس لكن جمعية تونس لاجل القدس و فلسطين تفطنت للامر ونظمت تظاهرة لاحياء الذكرى الخمسين للجلاء بالمركب الثقافي محمد الجموسي بصفاقس وهي تظاهرة شهدت معرضا للصور يستعرض معلومات حول معركة الجلاء والتعريف بأبطالها ومجموعة من الاشعار التي تزامنت مع المعركة وشهدت التظاهرة حضورا محترما الى جانب اعلام تونس والجزائر نظرا للمقاومة الثنائية التي قام بها الشعبان ضد العدو والمحتل الفرنسي التظاهرة لم يغب عنها الطابع الفني حيث قامت فرقة الكرامة باداء وترديد مجموعة من الاغاني الوطنية ثم انطلق التعريف بالضيوف لتكريمهم شهدائهم وهم علي كربون عضو الجمعية التونسية للعسكريين المتقاعدين والعريف الاول عبد السلام المصمودي ووالد احد شهداء المعركة رياض بن جماعة وقد تحدث في التظاهرة بوبكر بن كريم مبينا اهمية المعركة وحاول الحديث عن الظروف التي سبقت المعركة وعن عدم توازن القوى بين الجيشين في ذلك الوقت وعن الارادة السياسية و الشعبية و العزيمة التي تسلح بها جنود المعركة التي كانت مفتاح الانتصار فيها ثم تحدث عن حجم الم الفرنسيين بعد الهزيمة و خسارة قاعدة بنزرت التي كانت بوابة صقلية التي تفصل بين الحوضين و الشرقي و الغربي للمتوسط. اما العريف الاول سعيد الكاتب فكانت مداخلته اعمق حيث اشار الى ظروف التخطيط التي كانت تبدأ في الصباح بطريقة سرية و منظمة حيث كان جميع افراد الجيش مستعدين للمواجهة التي كانت الاولى لاغلبهم وباستعمال سلاح متواضع وهو الهاون في مواجهة الترسانة الفرنسية التي كانت جبارة في ذلك الوقت.ثم تحدث عن دور جهة صفاقس التي عرفت معركة حاسمة سنة 1961 بمحاصرة الجيوش الفرنسية التي منعت العدو من الالتحاق بميدان المعركة.وعندما اصبح الفرنسيون محاصرين كان العدد قريبا بين الجيشين فقام الجيش التونسي بالتركيز على 4 اهداف وهي بطاريات المدفعية ومربض الطائرات واماكن الحوامات واماكن سكن الجنود الفرنسيين وقد استعرض الفريق الاول الخريطة لتوضيح الاهداف التي كان ابعدها 1750 م لتحديد الاتجاه الصحيح ثم تحدث عن حفر الخندق في 19 جويلية الذي قام به المتطوعون وهو خندق عطل الجيش المستعمر وتسببت له بعديد الخسائر