لم يتمكن النادي البنزرتي من تأكيد إستفاقته التي حققها في مباراة وسط الأسبوع الماضي على حساب نادي حمام الأنف التي خرج منها بإنتصار ثمين بنتيجة أربعة أهداف مقابل صفر حيث إكتفى بنتيجة التعادل السلبي في المباراة التي جمعته يوم الأحد الفارط على ملعبه بالنجم الرياضي الساحلي وذلك في غياب جماهيره التي حرمتها اللجنة الوطنية لصلاحية الملاعب من حضور المباراة وطبقت عليها الرابطة الوطنية لكرة القدم قرار «الويكلو» الجائر مما ضاعف من خيبة أملها إثر هذه النتيجة السلبية وضاعف من شكوكها في قدرة فريقها على إعادة سيناريو الموسمين الماضيين في المراهنة على المراتب الأولى المؤهلة للتتويجات أيضا في ضل الأداء المتواضع الذي ما فتئ يقدمه الفريق في مبارياته الأخيرة سيما تدني مستوى النتائج حيث إكتفى الفريق لحد الآن بتسجيل أربعة نقاط في رصيده من أربعة مباريات حقق خلالها فوزا وحيدا مقابل هزيمتين وتعادل. وما يزيد من مضاعفة مخاوف الأحباء على فريقهم أن الحلول الفردية أو الجماعية باتت مفقودة داخل الفريق خاصة على مستوى الخط الأمامي الذي يفتقد للمهاجم القادر على ترجمة المجهودات الكبيرة التي يبذلها الفريق إلى أهداف وهي المشكلة التي عان منها النادي البنزرتي في مسابقة كأس «الكاف» والتي حرمته بكل تأكيد من التتويج بهذا اللقب القاري الذي كان قريبا جدا منه حيث عجز الإطار الفني لحد الآن عن تجاوز هذه المعضلة الحقيقية التي أصبح يعاني منها الفريق في جميع مبارياته والتي أثرت ومازالت ستؤثر في تراجع نتائجه وأدائه في المستقبل خاصة على مستوى الأداء الجماعي الذي يعتبر نقطة القوة في الفريق وذلك في ظل تراجع الأداء الفردي لبعض العناصر التي لم تعد قادرة حتى على مجاراة نسق المباريات في الأسابيع الأخيرة. «قلبي» على منوال «كاريكازي» بعد أن كان المدرب المنذر الكبير متمسكا بخدمات المهاجم الرواندي أوليفياي كاريكازي في التشكيلة الأساسية ومدافعا عن قناعته بالإضافة التي يقدمها هذا اللاعب في التشكيلة والعمل الكبير الذي يقوم به على المستوى التكتيكي رغم الإنتقادات الكثيرة التي طالته من وراء هذا المهاجم الذي أظهر فشلا كبيرا على مستوى النجاعة الهجومية سرعان ما غير مدرب النادي البنزرتي رأيه في هذا اللاعب الذي صار عنده في المباريات الأخيرة غير صالح حتى للإستنجاد بخدماته أثناء اللعب إلى حد أصبح فيه لاعبا إحتياطيا من الدرجة الثانية من ذلك أنه في مباراة كأس «الكاف» منح الفرصة للمدافع علي المشاني في خطة قلب هجوم كبديل للمهاجم الجديد في التشكيلة فخرالدين قلبي وتغافل عن إقحام كاريكازي وفي المبارتين الأخيرتين أمام نادي حمام الأنف والنجم الساحلي واصل التعويل على خدمات «قلبي» في التشكيلة الأساسية دون أن يلتفت لمهاجمه المفضل في المباريات السابقة وذلك رغم أن أداء ومردود إبن «قربة» لم يختلف كثيرا على مردود المهاجم الرواندي سواء على مستوى إفتقاده للنجاعة الهجومية حيث أضاع في المباريات الثلاثة التي لعبها إلى حد الآن في التشكيلة الأساسية عدة أهداف أو على مستوى التحرك الهجومي الذي يتشابه كثيرا مع المهاجم الرواندي هل يقتنع «الكبير» بأن المشكل ليس في اللاعبين فقط؟ بعد أن إتضح أن المردود الهجومي لم يختلف في الفريق سواء بوجود كاريكازي أو فخرالين قلبي وأنه لا يمكن إعتبار مباراة حمام الأنف مقياسا حقيقيا لتحسن المردود بإعتبار الهشاشة الدفاعية لأبناء الضاحية الجنوبية فإنه بات واضحا أن المشكل يكمن أيضا في طريقة اللعب الهجومية للفريق الذي يفتقد للحلول المطلوبة داخل منطقة العمليات سواء من ناحية تنويع اللعب أو وجود صانع الألعاب القادر على القيام بالإمدادات المطلوبة وتوجيه عناصر الخط الأمامي فهل يغير المدرب المنذر الكبير من بعض أساليبه الفنية على مستوى البناء الهجومي بما يتماشى مع إمكانيات لاعبيه بعد أن فقد الفريق بريقه على مستوى إستغلال الكرات الثابتة التي كانت تشكل إحدى نقاط القوة داخله لتحديد نتائج مبارياته.