ستنظر إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة في موفى هذا الشهر في ملف قضية قتل تورط فيها كهل عمد إلى الاعتداء بالعنف الشديد على الضحية بإصابته بحجارة على رأسه الى جانب طعنه بسكين على مستوى عنقه وصدره ورغم محاولة إسعاف الضحية فإنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابات التي تعرض لها. وقائع القضية التي جدت في شهر جانفي 2012 انطلقت عندما تولى الضحية فتح دكان لبيع المواد الغذائية على مقربة من منزله الأمر الذي لم يرق للجاني لأنه يملك منذ سنوات دكانا مشابها وأحس أن الضحية لم يراع حرمة الجوار وتعمد ذلك رغبة في منافسته و«افتكاك» حرفائه بأسعار أرخص فتوجه نحوه وعاتبه طالبا منه أن يحترم المنافسة النزيهة فاندلعت مناوشة كلامية بينهما تم فضها وانصرف كل في حال سبيله. غير أن الجاني ظل يكن الحقد لغريمه خاصة مع تدهور أوضاعه المادية وتراجع مداخيل دكانه فعزم في قرارة نفسه على الانتقام منه وفي يوم الواقعة توجه حريف إلى متجره وباستفساره عن بضاعة اعلمه أنها غير متوفرة وطلب منه الانتظار إلى اليوم الموالي لكن الحريف توجه إلى دكان غريمه واشترى منه البضاعة وبعد أن غادر دكان الغريم توجه الجاني نحوه وشرع في شتمه وتحولت المناوشة الكلامية إلى معركة حامية الوطيس التقط خلالها الجاني حجارة كبيرة كانت موجودة بالمكان وأصاب بها غريمه ثم طعنه بسكين على مستوى عنقه وتركه ينزف ولاذ بالفرار ورغم محاولة اسعاف الضحية فإنه لفظ أنفاسه الأخيرة فتم إعلام السلط الأمنية وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة فيما أذن بفتح بحث. وبانطلاق التحريات انحصرت الشبهة في المظنون فيه فتم إلقاء القبض عليه. وباستنطاقه اعترف بما نسب اليه وأفاد أن الضحية هو السبب المباشر في وقوع الجريمة وان فتح الضحية لدكان قريب منه تسبب له في تدهور أوضاعه المادية وتراجع مداخليه بعد أن نجح الضحية في استدراج العديد من حرفائه إذ يبيعهم بالتقسيط وقد لامه مرارا على الضرر الذي تسبب له فيه لكنه لم يكترث لأمره. وقال الجاني ان الخلافات بينهما تعددت الى درجة ان غريمه بات يتعمد الاضرار به بكل الطرق وقال انه في يوم الواقعة اندلعت خصومة بينهما انتهت باعتدائه على الضحية مؤكدا أن نيته لم تكن متجهة لقتله وإنما للانتقام منه فقط غير أن الإصابات كانت قاتلة. وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه. وبإحالته على قاضي التحقيق تمسك بأقواله السابقة وبعد ختم التحقيق وجهت للمتهم تهمة القتل العمد.