من المنتظر أن يختم قاض بالمحكمة الابتدائية بتونس أبحاثه في جريمة قتل تورط فيها شاب عمد إلى إزهاق روح نديمه على اثر خلاف نشب بينهما أثناء جلسة خمرية. وتعود اطوار هذه الجريمة إلى شهر ديسمبر 2012 عندما تلقى أعوان الأمن مكالمة هاتفية من احد المستشفيات بالعاصمة موضوعها حلول جثة شخص يحمل إصابة حادة بصدره فتحولت دورية أمنية على عين المكان وأجريت المعاينات اللازمة على الجثة واذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة فيما انطلقت التحريات في الجريمة وأمكن التوصل إلى هوية المظنون فيه وإلى مكان اختفائه فألقي القبض عليه. وباستنطاقه أفاد أن بينه وبين الهالك عداوة سببها تعمد هذا الأخير استفزازه بشكل دائم أمام ندمائه كلما جمعتهما جلسة خمرية وأنه في آخر مرة أفرط في إحراجه والتلفظ نحوه بألفاظ جارحة لم يقدر على نسيانها وأنه عندما عاد إلى منزله تذكّر تصرفات غريمه فعزم إلى وضع حد لتصرفاته المهينة والانتقام منه مهما كلفه الأمر وبقي ينتظر الفرصة المناسبة. وقال أنه في يوم الواقعة احتسى كمية من المشروبات الكحولية وظل يترصد تحركاته إلى ان شاهده عائدا الى منزله فجذبه بقوة ونشبت بينهما مناوشة كلامية تحولت إلى تبادل للعنف. وقد تدخل بعض الحاضرين ونجحوا في فضّ الخلاف لكن يبدو أن شرارة النزاع لم تحسم إذ بحكم حالة السكر التي كان عليها الجاني لم تهدأ نفسه وأضمر الشرّ لغريمه وأسرع إلى منزله وتسلح بسكين كبيرة الحجم وعاد إلى مسرح الجريمة وباغت خصمه بإصابة على رأسه بحجارة ثم سدد له طعنة بسكين وترك غريمه ينزف ثم تحصن بالفرار. وأفاد المتهم انه لم يكن يتصور ان تصل الأمور الى هذا الحد بل وأن غايته اقتصرت على تأديب غريمه لا إزهاق روحه. وبعد سماع أقوال المظنون فيه إذن بالاحتفاظ به من اجل القتل العمد ثم احيل على قاضي التحقيق الذي أصدر في شأنه بطاقة إيداع بالسجن ومن المنتظر حال ختم الابحاث قريبا أن يحال على أنظار العدالة.