بعد التمديد فيه بيومين, أقام معرض تونس الدولي للكتاب أمس مراسم اختتام دورته ال 30 التي تواصلت من 25 أكتوبر إلى يوم أمس ليسدل الستار على دورة كانت استثنائية في موعدها ومهدّدة في وجودها خاصة أن البلاد تعيش حالة فوران وغيلان بفعل ضربات الارهابيين. وعن كل ما صاحب هذه الدورة من فقرات وما رافقها من محطات وصدر حولها من تعليقات ...كان ل «التونسية» حديث مع المدير التنفيذي للمعرض محمد الهادي الجويني في تقييم للدورة 30 لمعرض تونس الدولي للكتاب . «الإقبال كان فوق المتوسط» هكذا كان تقييم المدير التنفيذي لمعرض الكتاب الذي أضاف في تصريح ل «التونسية» أن النجاح في تنظيم هذا المعرض في خضم الأحداث الحرجة التي عاشت على وقعها البلاد مؤخرا , يعدّ في حد ّذاته كسبا للتحدّي وظفرا بالرهان وان لا شيء يفسد على تونس محافلها الدولية و يشوّش عليها احتفاءها بالفكر ,بالكتب ,بالبحث ... انجازات ونجاحات وأضاف الجويني قائلا: «إن القول بأن الدورة 30 لمعرض الكتاب لم تحمل الجديد ولم تقدّم الإضافة هو حكم جائر في حق اجتهادات هيئة المعرض التي سعت إلى التطوير والتحسين والتعديل» ملاحظا أن دورة هذا العام امتازت بتنظيم محكم مكنّ من الحد من مظاهر الانتصاب الفوضوي على أعتاب المعرض من بيع للبخور والعطور و«الملاوي» و«الكاكي»... أما على مستوى البرمجة ,فقد اعتبر الجويني أن هذه الدورة توّفقت في تأمين أطباق فكرية وثقافية دسمة ومكتملة فتّم على امتداد عشرة أياّم تنظيم أربع ندوات كبرى وحوالي 15 مائدة مستديرة .وأضاف: «من بين مكتسبات معرض هذه السنة هو فسح المجال أمام الكتب للبروز والانتشار بلا صنصرة أو رقابة ما عدا الكتب التي تحمل دعوات للعنف أو التطرّف من الجانبين. إلى جانب ابتكار طرق وأشكال جديدة في تقديم الكتب وإلقاء الأمسيات الشعرية ,فكان الخروج من الجدران المغلقة إلى الفضاء المفتوح الذي تم إعداده في شكل «تياترو» في مدخل المعرض .وأيضا تمكنّ معرض الكتاب من جمع كل «التوانسة» في فضاء واحد على اختلاف فئاتهم واتجاهاتهم واختلافاتهم ...» وعن المقصد من تمديد موعد الكتاب إلى يومين إضافيين, أفاد الجويني أن هذا الإجراء جاء نتيجة للاستجابة لطلب عدد من الناشرين وكذلك رغبة في منح فرصة إضافية للزوار وخصوصا القادمين من ولايات الجمهورية لزيارة المعرض تزامنا مع عطلة رأس السنة الهجرية مشيرا إلى تصاعد نسق الإقبال خلال هذه الفترة الزمنية. وبخصوص مراهنة معرض هذا الموسم على السينغال كبوابة للسوق الافريقية ,قال المدير التنفيذي للدورة محمد الهادي الجويني: «اختيار هذا البلد في مرتبة ضيف الشرف مكنّ من ربط جسور التواصل بين الجانبين التونسي والسينغالي وهناك بوادر مشاريع تعاون ثنائية في مجال تسويق الكتاب التونسي وترويجه في القارة الإفريقية ومنها إلى القارات الأخرى». إخفاقات وإخلالات وإن اعتبر محمد الهادي الجويني أن إنجاح هذه المحطة الثقافية الهامة في أجندا البلاد التونسية هو مسؤولية الجميع وليس مهمّة وزارة الثقافة وحدها ,فإنه أقرّ بوجود بعض الإخلالات والنقائص لخصّها في القول التالي :«لا ننكر وجود بعض الهنّات التي سيتم تداركها في الدورات اللاحقة على غرار مراجعة موعد تنظيم معرض الكتاب ومناقشة بعض الأمور التنظيمية ومراجعة الأسعار...والكلّ سعى قدر جهده وحسب اجتهاده لإنجاح الدورة الثلاثين للمعرض. وأوّد الإشارة إلى أن بلد السينغال (ضيف الشرف للمعرض) وعديد الضيوف والزوار أشادوا بمضمون هذه الدورة وبرمجتها وشكروا تونس على قدرتها على تمّسكها ب «سنتّها» في إحياء معرض الكتاب رغم «فتاوى» القتل والذبح و«شريعة»الإرهاب ,وهو ما يسوّق لصورة تونس التسامح والجمال والحياة ». وبين دورة سابقة وأخرى لاحقة ,لا يخلو أي عمل من الثغرات ولا يمكنه بلوغ درجة الكمال ولكن يمكن لمعرض تونس الدولي للكتاب أن يكون أفضل وأعمق وأروع لويتم الاعتكاف على التحضير للدورة القادمة بمجرّد الانتهاء من الدورة الآفلة.ويبقى كل هذا رهين بعث الوكالة الوطنية لإحياء المهرجانات والتظاهرات الكبرى التي من شأنها أن توّفر إطارا قانونيا وهيكلا وميزانية خاصة بمعرض الكتاب . وكان وزير الثقافة مهدي مبروك قد صرّح أن موعد صدور القانون المنظّم لهذا الهيكل هو موفى شهر سبتمبر الفارط, ولكن شهر سبتمبر انقضى وولّى بعده شهر أكتوبر ...فإلى متى سيتأخر هذا القانون المنتظر؟