نظم «حزب التحرير» بالعاصمة ،بعد صلاة الجمعة، مسيرة سلمية انطلقت من أمام جامع الفتح قبل ان تحطّ الرحال امام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة،و قد اتخذت هذه المسيرة من قوله تعالى «فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكمونك في ما شجر بينهم» عنوانا لها تعبيرا عن رغبة المتظاهرين في تطبيق شرع الله والاحتكام الى القرآن «خير دستور يمكن ان ينقذ البلاد خاصة وان مشروع الدستور العلماني الجديد الذي يصاغ على عجل والذي يقوم على وفاق معوّج يخالف الاسلام،لا يليق بخير امة أخرجت للناس»على حد تعبير أغلب المشاركين في المسيرة. و رفع المحتجون خلال هذه المسيرة رايات التوحيد البيضاء والسوداء والعديد من الشعارات واللافتات المطالبة بتحكيم الشريعة من ناحية والمناهضة للتدخل الأجنبي في تقرير مصير الشعب التونسي من ناحية اخرى ،و من الشعارات التي رفعت:«الامة تريد تحكيم شرع الله»،و«لا وصاية اوروبية على الأراضي الإسلامية»،و«لا الاه الا الله والدستور من عند الله»،و«قائدنا الى الأبد..سيدنا محمد»،و«الشعب يريد قلع الاستعمار»،و«يا الله يا قهار اهلك..اهلك..الاستعمار»،و«الامة تريد خلافة اسلامية»،و «لبيك..لبيك..لبيك يا الله»... تنظيم محكم و تجنّبا لخروج المسيرة عن طابعها السلمي،عملت لجنة التنظيم التابعة للحزب على تنظيم صفوف المتظاهرين من خلال إحاطتهم بالأشرطة اللاصقة من كل النواحي وهو ما يسّر عمل الوحدات الامنية التي رافقت المسيرة منذ انطلاقتها الى حين وصولها الى شارع الحبيب بورقيبة ،حيث تداولت قيادات الحزب على القاء كلمات عملوا من خلالها على توضيح موقفهم من العملية السياسية «المعطلة والمتعثرة» في تونس والكشف عن «أخطائها ومخاطرها»-على حد تعبيرهم-. رضا بلحاج(الناطق الرسمي باسم حزب التحرير): عنوان المرحلة «فايقين بيكم وبالأعيبكم» و في كلمة القاها وسط الالاف من أنصار الحزب قال رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم الحزب ان «الكل مزين والميزان هو الاسلام والكل مقيس والمقياس هو الاسلام والكل تابع ومتبوع للاسلام»،مشيرا الى ان «تونس دولة اسلامية لا يمكن ان تحكم بغير الاسلام ولا بديل عن شوق الامة الى سيادة الشرع»،مشيرا الى أن الخلافة هي المشروع الوحيد القادر على إنقاذ الأمة الإسلامية من الوضع الذي آلت إليه على حد تعبيره. و في حديثه عن تعثّر العملية السياسية وفشل أطراف الحوار الوطني في التوصل الى حل توافقي بشأن رئيس الحكومة الجديدة،قال بلحاج:«سنعمل جاهدين على تفكيك هذه البنية التي وضعتنا امام ضرورة الاختيار بين السيء والاسوء والأكثر سوءا...يريدوننا ان نقع بين ضغطهم والاكراه ولكن غايتهم لا تدرك لاننا لهم بالمرصاد..و عنوان المرحلة بالنسبة الينا هو «فايقين بيكم وبألاعيبكم». و أضاف بلحاج « إن من يزعمون الحوار والتوافق اليوم يصطنعون الوقائع السياسية بمصنع «الإرهاب» ليخرجونا من دكتاتورية النظام على الكل إلى دكتاتورية الفرد على الكل ونحن هنا لكشف نفاقهم بكل عناصره». و عن الدستور الجديد،قال بلحاج:»دستورهم وضعوه في حالة طوارئ ويعجلون بصياغته في غفلة من شعب لا يدري بهذا العبث التشريعي»، مشددا على فشل مشروع العلمانية وفق تعبيره. و توجه الناطق الرسمي باسم حزب «التحرير» الى الفاعلين السياسيين والممسكين بزمام الحكم في تونس بالقول:« نحن الاعز وانتم الاذل فالعزة لله ولرسوله والمؤمنين...امركم كله مؤقت فالأمة التي عاشت الانقلاب وراء الانقلاب ستنقلب عليكم هذه المرة». كما توجه رضا بلحاج الى المتظاهرين بالقول:«انها لحظة تاريخية نريد ان يسودها ثالوث الصدق مع الله والجدية والجرأة..ثمة ممكن سياسي رائع في هذه البلاد فكونوا الشوكة وكونوا الضمان والامان لهذه الثورة من خلال العمل على تحكيم شرع الله... فلنخرج من الهمس والشكوى والتذمر الى الفعل السياسي». و ختم بلحاج قائلا: «نحن أبناء المشروع ومن سيوحد الأمة ويخرج القيروان من منطقة ظل إلى عاصمة الخلافة الإسلامية...و الأصل في الأمن والجيش الوطنيين ان يبادرا بحماية البلاد والعباد»، مشيرا الى ان هذه المسيرة ستكون انطلاقة لمجموعة من التحركات تنتهي في القصبة لعدم الوفاء بوعد تقنين الشريعة الاسلامية في الدستور-على حد تعبيره-.