تحدّثنا في عناوين سابقة عن الوضعية الصحية لزميلنا العزيز عبد العزيز السلامي الذي تعرّض الى وعكة صحية أجبرته على ملازمة الفراش والخضوع الى عملية جراحية و كنا قد نوهنا حينها بالدور الايجابي الذي لعبه بعض المحيطين بالعزيز للرفع من معنوياته والوقوف الى جانبه في محنته كما أشدنا بتحركات بعض الزملاء في مختلف الاتجاهات من أجل تأمين مستلزمات العملية الجراحية رغم ضيق الحال وارتفاع سقف مصاريف العملية ولم يفتنا كعادتنا كشف بعض البطولات الزائفة التي حاول البعض حبك فصولها من خلال التباهي بمواقف لم تكن سوى مجرّد وعود زائفة أملتها حماسة الظرف في ذلك الوقت قبل أن تنجلي حقيقتها وتستحيل كذبا خالصا... هناك من تعوّد الركوب على الأحداث وامتطاء صهوة الكذب والخداع بلا حياء واستحياء لذلك لا يجد حرجا في الاتجار بآلام البشر فكل ما يشغله هو التموقع في الواجهة مهما كانت درجة الضرر وهناك من يقف على النقيض من ذلك تماما حيث يصنع لنفسه تاريخا ناصعا وحاضرا مشرّفا سواء في عالم الرياضة أو في دنيا المال وكثيرا ما كانت هذه الأسماء في مستوى كلمتها وتعهداتها مهما كانت التضحيات... الزميل عبد العزيز السلامي وجد أخيرا ضالته واهتدى إلى طريق الشفاء بعد أن منّ الله عليه بمن يساعده ويقف الى جانبه في محنته ويتكفّل بعلاجه وبكلّ مستلزمات تأهيله ماديا ومعنويا... نتحدّث هنا عن الأب الروحي الحقيقي للنادي الإفريقي حمّادي بوصبيع الذي دخل مباشرة في صلب الموضوع دون وعود وعهود وأخذ على عاتقه كلّ مصاريف العملية التكميلية التي سيخضع لها «عزّوز» دون البحث عن بطولة خدّاعة وعناوين مغلوطة مدفوعة الثمن بعيدا عن الواجهة وضجيج المطبّلين... الرجال معادن وحمادي بوصبيع رجل كألف كان كعادته وفيّا لكلمته وتعهداته ولم يخذل «عزيزنا» لذلك وجب التنويه بحركته النبيلة والإشادة بالخير الذي يسكنه على أمل أن ينسج بعض «ثوّار العهد الجديد» على منواله ويفهموا أنّ تجارة الأوهام لا تبني سوى لبطولات السراب وأنّ حبل الكذب قصير جدّا بل أكثر ممّا يتصوّرون... نثمّن لوفاء حمّادي بوصبيع بادرته الطيّبة ونرجو شفاء عاجلا لزميلنا العزيز عبد العزيز السلامي وان شاء الله «هذاكا حدّ الباس»...