«الصحافة آش هزها... فرّجوها في التلفزة» هل قرّرت الجامعة التونسية لكرة القدم معاقبة الصحفيين وبالتالي حرمانهم من مواكبة المباراة الهامة التي ستجمع منتخبنا الوطني ضدّ نظيره الكاميروني بالعاصمة ياوندي..؟ هل خيّرت جامعة الجريء التزام مسافة الأمان تجاه الإعلاميين واكتفت بدور شاهد ما شافش حاجة لغرض في نفس يعقوب حتى تكون رحلة الكاميرون حكرا على الموالين وأبناء الدار لا غير...؟ هل يعقل أن يكون معلوم تنقل الصحفيين على متن طائرة خاصة وفّرتها سلطة الإشراف ألفي دينار في وقت كان فيه ثنائي المرح يسافر بالأمس القريب على نفقة الجامعة دون حسيب أو رقيب...؟ أسئلة حارقة تجول في خاطر الزملاء الصحفيين الرياضيين الذين فوجئوا بقرار الجامعة التونسية لكرة القدم القاضي بإلزام كلّ صحفي يرغب في مرافقة وفد المنتخب إلى الكاميرون بدفع ألفي دينار... حسب ما بلغنا من تحرّكات ساعات قليلة قبل تأمين رحلة الوفد الى العاصمة الكاميرونية هو أنّ سلطة الإشراف وفّرت مبلغ 140 ألف دينار لكراء الطائرة الخاصة إضافة إلى 160 ألف دينار نظير نفقات تربّص الحمّامات... في المقابل غنمت الجامعة كذلك 150 ألف دينار في شكل دعم من طرف حمّادي بوصبيع مع ذلك لم تجد جامعة الكرة بدّا من إكرام وفادة الصحفيين سوى بتغريمهم بألفي دينار لتسجيل أسمائهم في الرحلة المرتقبة... هكذا دون أيّة تبريرات قرّر أعضاء المكتب الجامعي بالتصويت خلال جلستهم الأخيرة التنصيص على ضرورة دفع هذا المبلغ وتعميمه على جميع الصحفيين الراغبين في مرافقة المنتخب (هكذا أخبرونا والعهدة على الراوي)... «التونسية» من جهتها حاولت رصد انطباعات وردود فعل مختلف الأطراف المتداخلة في هذا الموضوع الذّي كان من المفروض ألّا يطرح بالمرّة في هذا الظرف الخاص الذي يعيش على وقعه المنتخب خصوصا وأنّنا كنّا نأمل ان يكون الجميع يدا واحدة خلف راية المنتخب وان تعمل الجامعة على توحيد الصفوف لدفع قاطرة المنتخب في التحدّي الصعب الذي ينتظره بما أننا لا نخال أن «الفتات» الذي ستوفّره كاسة الصحفيين سيكفي لإشباع المطامع وتأمين المصاريف لكن يبدو أنّ الجامعة كان لها رأي مغاير... الصادق التواتي (رئيس مكتب الاعلام والاتصال بوزارة الشباب والرياضة): « لا دخل للوزارة في عملية نقل الصحفيين» «لقد حرصت وزارة الشباب والرياضة على توفير كل ممهدات النجاح للمنتخب الوطني الذي يستعد لخوض آخر 90 دقيقة على درب التأهل لمونديال البرازيل ضد الكاميرون. وقد استجابت الوزارة لكل طلبات الجامعة التونسية لكرة القدم والمتمثلة أساسا في مبلغ 160 ألف دينار سيخصص لتغطية مصاريف التربص الذي سيجريه أبناء الهولندي كرول في الحمامات وسيكون هذا المبلغ تحت تصرف جامعة الكرة خلال الساعات القليلة القادمة.كما استجابت الوزارة لطلب الجامعة تمكينها من طائرة خاصة تقل بعثة النسور الى ياوندي وقامت برصد مبلغ 140 الف دينار تحصل المتصرف المالي للوزارة على وثيقة الامر بالصرف وسيتكفل بخلاص الشركة التي ستؤمن الرحلة.اذن الوزارة أوفت بكل تعهداتها وسخرت كل الامكانيات لانجاح مهمة المنتخب الوطني اما مسألة نقل الصحفيين فلا علاقة للوزارة بها وهي من مشمولات الجامعة. لقد بلغتنا عديد التشكيات من الزملاء الصحفيين التي تعود أساسا الى غلاء التذكرة ومحدودية المقاعد المخصصة لرجال الاعلام رغم أهمية الحدث ولكن كما قلنا هذا شأن يهم الجامعة ولا دخل للوزارة فيه ولنكون أكثر وضوحا فإن لجنة الاعلام التابعة للوزارة لا تزال بصدد التباحث من أجل ضمان مقعد في رحلة ياوندي. وفي النهاية نتمنى ان يعود المنتخب بورقة التأهل لمونديال البرازيل.» «عدنان بن مراد» (رئيس جمعية الصحفيين الرياضيين): «الجامعة تتاجر بالصحفيين» «حقيقة لم أفهم ماذا ارادت جامعة كرة القدم من خلال التصرف الذي اقدمت عليه والقاضي بدفع كل صحافي راغب في تغطية مباراة المنتخب الوطني ونظيره الكاميروني في ياوندي مبلغ 2000 دينار هذا دون احتساب قيمة «الفيزا» والاقامة في الكاميرون.أعتقد أن هذا التصرف هو بمثابة المتاجرة بالصحفيين ومحاولة مفضوحة لإقصائهم من قبل المكتب الجامعي فهل يعقل أن تكون الرحلة «خالصة من عند الوزارة» وفي المقابل يقع مطالبة الصحفيين بدفع هذا المبلغ المشط؟ «في كلمة واحدة الصحفيون الرياضيون ولاو يتامى في تونس» ونحن كرئيس جمعية الصحفيين الرياضيين قمنا بكل المحاولات من أجل ايجاد حل لهذه المسألة ولكن لا رئاسة الحكومة ولا الوزارة ولا المكتب الجامعي تدخلوا لحل هذا الاشكال. وقد عبرنا في بيان رسمي عن استياء الجمعية من المكتب الجامعي الذي ناقش في اجتماعه الاخير مسألة التخفيض في سعر التذكرة ولكنه وللأسف رفض بالاجماع هذا المقترح وهنا لا بد من شكر رئيس الجامعة وديع الجريء الذي اتصل بنا وعبر عن تفهمه لوضعية الصحفيين الرياضيين وعبر عن استعداده لتحمل نفقات تنقل رجال الاعلام على حسابه الخاص.غريب ما يحدث لهذا القطاع الحيوي فهل يعقل ان يقوم المكتب الجامعي بتوجيه دعوات مجانية لرؤساء النوادي للتحول إلى الكاميرون في المقابل يعاقب الصحفيون الرياضيون بمثل هذا الاجراء التعجيزي». نبيل الدبوسي (الناطق الرسمي باسم الجامعة): «المنتخب ليس حكرا على أسماء دون أخرى» «بالنسبة لموضوع رحلة الكاميرون فإضافة إلى بعثة المنتخب الوطني التونسي التي يمكن تحديد عددها بخمسة وأربعين عنصرا بمن فيهم صحفيون ممن للجامعة عقود مع مؤسساتهم على غرار (التلفزة الوطنية) للذكر لا للحصر، يتبقى خمسة عشر مقعدا وضعتها الجامعة على ذمة الصحفيين مقابل ألفي دينار، وهنا لا دخل للجامعة في تنقل الصحفيين وفي إمكانهم التنقل في رحلة غير مباشرة ثانية تمر عبر تركيا ومنها إلى ياوندي خلال 11 ساعة من الطيران مقابل 1700 دينار فيما تكون رحلة المنتخب المباشرة خلال خمس ساعات ونصف.. وأريد التأكيد أن تنقل الصحفيين لا تستطيع الجامعة التدخل فيه حيث يفرض علينا الناقل (سيفاكس أيرلاينز) عددا محددا من المقاعد ومن يريد التحول لأداء عمله فهو مخير في الوسيلة التي يعتمدها.. وعكس ما يظنه الكثيرون فإن الجامعة لا تدفع مليما واحدا ولن تتكفّل بأيّ اسم خارج إطار المنتخب. وقد يذهب في ظن البعض أن المنتخب حكر على أسماء بعينها وهذا غير صحيح.. مقاييس اختيار العناصر التي تكون رفقة المنتخب الوطني في رحلاته سواء كانوا من رجال الإعلام أو المناصرين لا أعرف تحديدا كيفية وضعها أو الطرق التي تعتمد للبت فيها، لكن في النهاية الجامعة تبقى هيكلا مشرفا والتزاماتنا مع المتعاقدين تلزمنا بالوفاء بتعهداتنا وبعض الأخطاء التي حصلت في الماضي نعمل في كل مرة على عدم الوقوع فيها». كانت هذه مواقف كلّ الاطراف المتداخلة في الموضوع ورغم انّ كلّ طرف تمسكّ بوجاهة موقفه وخاصة بسلامته معنويا وأدبيا يبقى الخاسر الوحيد هو الإعلامي الرياضي الذي يجد نفسه على الهامش رغم انّ قانون اللعبة يلزمه أن يكون العنصر الفاعل في مثل هذه المحافل... نتحدّث عن مباراة مصيرية عنوانها العبور الى المونديال...مباراة ستكون بلا عناوين وحتى ان وجدت ستكون صناعة دخيلة عميلة لانّ الأخبار التي بحوزتنا تفيد بأنّ قانون «ناس فرض وناس سنّة» سيكون الطاغي كالعادة والأقربون الأولى بالمعروف سيكونون كالعادة في الواجهة في رحلة الكاميرون حيث نكون أو لا نكون. خالد الطرابلسي وعلاء حمودي