التونسية (القصرين) بعد فترة طويلة نسبيا هدأت فيها ألغام الشعانبي كانت صباح امس منطقة «هنشير النحل» التابعة لعمادة البريكة من معتمدية فوسانة الواقعة بالسفح الشمالي للجبل مسرحا لحادثة انفجار لغم ارضي يرجح في انتظار تأكد السلطات العسكرية من ذلك انه تم زرعه حديثا .. وحسب ما توفر « ل «التونسية» من معطيات تحصلت عليها من مصادر امنية وعسكرية ومن الحماية المدنية وشهود عيان ومصادر طبية من المستشفى الجهوي بالقصرين فإن اللغم من ألطاف الله لم يخلف الا اضرارا بسيطة لامراة واصابة حمار كان معها بجروح في جنبه .. من أجل جمع الحطب الحادثة حصلت حوالي الساعة العاشرة والنصف من صباح أمس لما خرجت اربع نساء كلهن يحملن لقب « عبايدي» و معهن حمار لقطع الحطب من الاشجارالكثيفة بالسفح الشمالي للشعانبي داخل المنطقة العسكرية المغلقة من اجلاستعماله في التدفئة و«حمي» «الطاجين» و«الطابونة» لاعداد «الكسرة» لعائلاتهن ولم يبتعدن عن منازلهن الا مسافة تقدر بحوالي 300 متر. لغم مشدود الى شجرة بسلك حسب ما اكدته لنا بعض النسوة خلال تواجدهن بمستشفى القصرين لتلقي الاسعافات فانه لم يجل بخلدهن ان المنطقة تمثل خطرا عليهن وانهن فوجئن بانفجار اللغم لما لمس حمارهن سلكا كان مشدودا الى شجرة في ممر جبلي يؤدي الى داخل الشعانبي فتناثرت شظاياه محدثة انفجارا كبيرا تسبب في اسقاطهن على الارض مغشيا عليهن و تطاير الغبار من المكان. تدخل الحماية المدنية المنطقة التي حصل فيها الانفجار لم يكن بالقرب منها ساعتها دوريات عسكرية او امنية وبمجرد ابلاغ اول وحدة من الجيش بالحادث سارعت بطلب الحماية المدنية التي قدمت على عين المكان وتولت نقل النسوة الاربع الى المستشفى الجهوي بالقصرين وهناك تبين ان امراة فقط ( عمرها 50 سنة ) تحمل جروحا بسيطة بيديها ورجليها تسببت لها فيها شظايا اللغم وسقوطها على الارض اثر انفجاره اما النسوة الثلاث اللاتي كن معها فقد كن يشكين من حالة ذعر فقط .. وبسرعة توافدت على المستشفى اعداد كبيرة من اقاربهن وحل اعوان الامن وبعض المواطنين وممثلو وسائل الاعلام. خصائص اللغم افادتنا مصادر عسكرية انه لا يمكن تحديد نوعية اللغم بكامل الدقة او توقيت زرعه بعد ان انفجر ولم تبق منه غير شظايا يصعب الاستدلال بها لمعرفة خصائصه لكن يرجح انه من النوع التقليدي الموجه للافراد وهو يشبه اللغم الذي انفجر قبل اشهر في منطقة اولاد مسعود عند مرور قطيع اغنام فوقه. هل تم تمشيط المنطقة سابقا؟ دائما ووفق مصادر عسكرية لم يشهد المكان الذي انفجر فيه اللغم والذي وقع تمشيطه منذ اشهر عند انفجار اللغم الذي حول احدى الشياه الى اشلاء واصاب راعيا بجروح خفيفة عملية تمشيط جديدة ولا يستبعد متساكنو « هنشير النحل» ان يكون اللغم قد زرع حديثا لانهم كثيرو التردد على محيط مكانه لجمع الحطب ومن الطاف الله انه لم ينفجر في وجوه البعض منهم. الارهابيون: نحن هنا اللغم الاخير يؤكد بما لا يدع اي مجال للشك ان عددا غير محدد من ارهابيي الشعانبي مازال متواجدا في انحاء مختلفة من الجبل وأن الإرهابيين يتحركون في مجموعات صغيرة سواء للبحث عن المؤونة او في محاولة للتسلل خارجه وانهم يعتمدون على زرع الالغام لحماية مناطق تحصنهم لتكون بمثابة علامات انذار مبكر تنفجر لتنبههم الى اقتراب أي خطر منهم .