◄ إصابات بليغة في صفوف 3 أعوان حرس وجيش.. واللغم مهرب من ليبيا ! ◄ خبير عسكري يؤكد.. الأمن القومي في خطر.. والحل بيد الأمن والجيش ◄ حالة استنفار أمني وعسكري في ولايتي القصرين والكاف أصيب في حدود الساعة الثامنة من صباح أمس عونا فرقة الطلائع التابعة للحرس الوطني بالعوينة العريف أول حسان الجبالي والعريف شهاب العياري بجروح خطيرة استوجبت بتر ساق أحدهما إثر انفجار لغم أرضي مزروع تحت محمية جبل الشعانبي بولاية القصرين أين كانا في مهمة أمنية تتعلق بتعقب إرهابيين متحصنين بالمكان، وقد تم نقلهما على جناح السرعة إلى المستشفى أين احتفظ بهما. وحسب مصدر أمني مطلع فإن العونين كانا رفقة مجموعة من أعوان فرقتي طلائع الحرس الوطني ومقاومة الإرهاب للحرس الوطني بالعوينة إضافة إلى قوة خاصة من الجيش الوطني بصدد تمشيط جبل الشعانبي في إطار تعقب عدد من الإرهابيين المفتش عنهم والذين يعتقد تحصنهم في الجبل. ولكن أثناء عملية التمشيط انفجر لغم أرضي تسبب في إصابة اثنين من الأعوان وهما حسان الجبالي وشهاب العياري، ونظرا لصعوبة التضاريس فقد عجز الأطباء على الوصول إلى مكان الحادث الشيء الذي تطلب الاستعانة بسيارتين رباعيتي الدفع للحرس والجيش وتم نقل المتضررين إلى المستشفى الجهوي بالقصرين أين أخضعا لتدخل جراحي عاجل. وحسب ما توفر من معطيات فإن أحد العونين لحقت به إصابة بليغة في الساقين ما استوجب بتر إحداهما فيما أصيب الثاني في الرأس والعينين بعد أن طالته بعض شظايا اللغم المنفجر ووصفت الإصابة بالبليغة واستوجبت أيضا إخضاعه لعملية جراحية، وينتظر أن يتم تحويل العونين في وقت لاحق إلى مستشفى قوات الأمن الداخلي بالمرسى أو إلى المستشفى العسكري.
لغم ثان ينفجر بعد وصول قوات خاصة إلى محيط المكان لإجراء المعاينة الموطنية ومواصلة عملية التمشيط فوجئ الأعوان بانفجار لغم أرضي ثان مضاد للأشخاص مما تسبب في إصابة عون في الجيش الوطني برتبة رقيب في الساقين، وقد نقل على جناح السرعة إلى المستشفى أين احتفظ به تحت العناية المركزة قبل أن يخضع لتدخل جراحي تم اثره بتر احدى ساقيه، وبالتوازي مع هذه الحادثة الأليمة التي تتمنى خلالها "الصباح" الشفاء لعوني الحرس والرقيب بالجيش علمنا أن ولايتي القصرين والكاف وخاصة بالمناطق الحدودية شهدت استنفارا أمنيا وعسكريا وعمليات تمشيط برية مدعمة بطائرة عمودية.
خبير عسكري يتحدث ل"الصباح" هذان الانفجاران اللذان هزا أمس جبل الشعانبي وتسببا في إصابة عوني حرس وعون بالجيش طرحا أكثر من سؤال عن هوية الأطراف التي تقف وراء زرع مثل هذه الألغام المضادة للأشخاص والممنوعة دوليا، وبالبحث في الأمر علمت"الصباح" أن اللغمين حديثي العهد ولا يعودان مثلما ظن البعض في البداية إلى فترة"الفلاقة" عامي 1952 و1954 ويرجح أنهما من صنع روسي وبالتالي فإنهما مهربان على الأرجح من ليبيا. الخبير العسكري والأمني فيصل الشريف أكد في اتصال مع"الصباح" أن الجماعات الإرهابية بدأت تتنظم على الحدود وعملياتها المشابهة لما حصل أمس تشكل خطرا على الأمن القومي، مضيفا:"إن ثبت أن اللغمين زرعهما إرهابيون فهذا دليل على أنهم على درجة عالية من التدريب ويملكون مهارات كبرى". وذكر الشريف أن"هذه الجماعات أصبحت تتحصن بالجبال وتعتمد المناطق الحدود الوعرة كقلاع لها ومنطلقا للقيام بعملياتها، وقيامها بمثل هذه العمليات مؤشر على أنها تتعامل مع أطراف جزائرية بما يحيل إلى وجود نواة للقاعدة من خلال التسهيلات اللوجيستية ومرور الأسلحة لها"، وهو ما يتطلب حسب تصريح الشريف من قوات الأمن والجيش العمل على المسك بالخيط الذي يقود إلى الكشف عن هذه النواة وتفكيكها.