التونسية لم يبق لنا إلاّ النادي الصفاقسي...هكذا يقول لسان حال بعض الجماهير التونسية الحالمة بعناوين أفضل وبكرة أشمل بعد أن سئمت تجرّع مرارة الخيبات والنكسات الواحدة تلو الأخرى... نعم لم يبق سوى ال «سي آس آس» ليحفظ ماء وجهنا و يرفع رؤوسنا التي لعقت التراب بعد موسم استثنائي كارثي بكل المقاييس و بسبب منتخب وطني أو هكذا صوّروه لنا خلناه للحظات قادرا على ستر عورته والوفاء لسمعته و حجز مقعده مع الكبار لكن خاب ظنّنا وثبت بالكاشف أن كلّ الظنّ في منتخبنا إثم... لم يبق لنا سوى «يوفي العرب» ليطيب جرحنا وينهي ذلّنا وهواننا على الناس... ومن حسن حظّنا فعلا أنّ طوق الأمل يرفرف هذه المرّة حول فريق عاصمة الجنوب الذي كلّما رجوناه لم يخيبّ رجاءنا وكلّما انتظرناه لم يخلف وعده وعهده وكان في مستوى الإنتظارات وفيّا لإسمه وتاريخه الحافل بالانجازات... اليوم يخوض ممثل كرة القدم التونسية النادي الصفاقسي ذهاب نهائي كأس الكاف ضدّ فريق قوي مازمبي الكونغولي والفرصة تبدو سانحة لتضميد الجراح واستعادة فسحة الأمل نحو غد أفضل بعد ان نغّص علينا زملاء كريم حقّي أيّامنا ومواعيدنا وصارت كرتنا مصدر آلامنا وأوجاعنا... لا نستهين بفريق قويّ مازمبي فمجرّد التلفظ باسمه فقط يكفي مؤونة التعليق و جميعنا يدرك بل علمتنا التجارب السابقة أنّ غربان الكونغو من أشرس فرق القارة السوداء بدليل وصولهم إلى المباراة الختامية الذي لم يكن من محض الصدفة وتمرّسهم في خوض النهائيات في السنوات الأخيرة يكسبهم دعامة معنوية كبيرة سيّما وانّ الفريق الكونغولي صار متخصّصا في تعقّب أثر التتويجات لكن مازمبي لن يكون في نزهة فخصمه اليوم هو فريق عاصمة الجنوب المتمرّس بمثل هذه المواعيد والمتعوّد على التألق في المحطّات الكبرى خاصة إذا كان الرهان هو كأس الاتحاد الإفريقي كما أنّ النادي الصفاقسي يعيش أحلى فتراته ويعتبر حاليا بشهادة الفنيّين من أقوى الفرق الإفريقية وإذا ما استثنينا الأهلي المصري بطل العادة وفرعون القارة السمراء فانّ فريق عاصمة الجنوب يعتبر الأفضل على الإطلاق ومرشّحا فوق العادة ليصادر كأسه الرابعة ويكون هو البطل... النادي الصفاقسي سيدخل المباراة معزّزا بكامل أوراقه سواء الهجومية أو الدفاعية وسيكون بالتالي للمدرّب الهولندي رود كرول هامش إضافي من الخيارات والضمانات لاختيار التركيبة والتوليفة المناسبة للإطاحة بزملاء تريزور مبوتو وتحصيل نتيجة ايجابية تشكّل دفعة أولى على الحساب قبل مباراة الإياب التي ستكون صعبة بكلّ المقاييس في ظل الظروف التي عهدناها كلّما حلّت فرقنا ضيفة على ملعب لوبومباشي... من جانبه فقد بطل الكونغو الكثير من مقوماته وتراجع أداؤه قياسا بنسخة 2011 لكنه مع ذلك يبقى ندّا شرسا يصعب تجاوزه بالنظر الى الرصيد البشري الثري الذي يضمه الفريق وكذلك إلى إمكانات لاعبيه الفنيّة والبدنية الهائلة وهذا ما سيجعل المباراة اختبارا جديّا لزملاء علي المعلول الذين سيجدّدون العهد الموسم القادم مع الاميرة الافريقية ونعني رابطة الابطال التي تبقى حلم كلّ الصفاقسية... مباراة اليوم تتعدّى في ظاهرها مجرّد نهائي كأس ال «كاف» بما أنها تحمل بين طياتها أكثر من رسالة مشفّرة أولّها موجّهة الى كرة القدم التونسية العاقر والتي تنازلت عن عذريتها طواعية بلا حياء ولا استحياء وثانيها الى المدرّب الهولندي رود كرول الذي كان الخاسر الاكبر من تجربة ياوندي خاصة بعد ما لحقه من تشكيك وتقزيم وتشويش عقب «مهزلة رابعة» وتبعات عرض الترجي وآخرها الى عائلة النادي الصفاقسي الموسعة والتي تريدها زيجة مصالحة مع منصات التتويج وتأكيدا جديدا على انّ فريق ال»CSS» لا يخذل أنصاره ولا ينكس رايته كلّما يعوّل عليه... ملعب رادس : النادي الصفاقسي – مازمبي الكونغولي : تحكيم الغابوني ايرك كاستان أوتوغو