*محمّد بوغلاّب ينتظر أن يردّ الليلة عمر صحابو مؤسس حركة الدستوريين الأحرار في برنامج "شكرا على الحضور" بالتلفزة الوطنية الأولى على تصريحات الدكتور حامد القروي رئيس الحركة الدستورية والوزير الأول الأسبق في البرنامج ذاته الأسبوع الماضي، و يذكر أن الدكتور القروي رفض الحديث عن صحابو واكتفى بالقول " عمر صحابو لم يكن يوما دستوريا ولم ينشط لا في شعبة ولا في جامعة"، وبخصوص إتهامات عمر صحابو لحامد القروي بأنه هو من أمر بإزالة تمثال بورقيبة من مدينة سوسة حين كان رئيسا لبلديتها وبأنه خطب في الجماهير بالمناسبة فقد رد الدكتور القروي باقتضاب"عمر صحابو كاذب" ولئن لا يعرف ما هي الحجج الجديدة التي سيستظهر بها عمر صحابو الليلة في التلفزة الوطنية للرد على" غريمه" الذي كان أول كاتب عام للإتحاد العام لطلبة تونس ومن أبرز مؤسسيه، فإن "التونسية" تحصلت على رسالة ممضاة من خمسة أعضاء سابقين بالمجلس البلدي بسوسة حين تمت إزالة تمثال بورقيبة ورد فيها تعبيرهم عن استغرابهم من إتهامات صحابو، وأفاد النواب في اعترافهم بأنهم لم يكونوا- لا هم ولا رئيسهم - على علم بقرار إزالة تمثال المجاهد الأكبر بشكل مسبق وأن عملية الإزالة قامت بها جهات لا صلة لها بالمجلس البلدي لمدينة سوسة ، وتأتي هذه الشهادة لتدحض شهادة المنصف بن شريفة (عضو المكتب التنفيذي لنداء تونس) الذي ساند رواية صحابو ، وقد كان عضوا بالمجلس البلدي ذاته المتهم بالتواطؤ في عملية إزالة تمثال الزعيم. مصادر مطلعة أفادتنا بأن الدكتور حامد القروي انتخب رئيسا لبلدية سوسة خلال الفترة من 1985 إلى 1990 غير أنه بتعيينه وزيرا للشباب والرياضة في افريل 1986 من طرف الزعيم بورقيبة، استقر بالعاصمة وفوض صلاحياته لنائبه الأول الهاشمي الإسكندراني الذي كان يرأس جمعية المحافظة على القرآن الكريم بمدينة سوسة ، أما إزالة تمثال بورقيبة فقد تمت تحت جنح الظلام بعد أسبوع من المحاولات وإحاطة التمثال المنتصب بقلب مدينة سوسة بحواجز خشبية، وجيء بالمعدات من صفاقس ولم يتحرك أي كان لمعارضة القرار الذي شمل كل تماثيل بورقيبة عدا تمثاليه في قصر هلال حيث ولد الحزب الحر الدستوري الجديد والمنستير مسقط رأسه . ويذكر أن الدكتور حامد القروي عيّن في 17 أكتوبر 1987 مديرا للحزب الاشتراكي الدستوري ، وحافظ على منصبه بعد 7نوفمبر إلى غاية أوت 1988 تاريخ تعيينه على رأس وزارة العدل قبل أن يعين وزيرا أول نهاية سبتمبر 1989 وهو تعيين باركه عمر صحابو في افتتاحية مجلة المغرب بتاريخ 29 سبتمبر 1989 إذ ورد حرفيا " شخصيا لم أتشرف يوما بمعرفة السيد حامد القروي ولكني مثلي مثل كل التونسيين تابعت حملته الانتخابية في التلفزيون بمناسبة تشريعيات افريل 1989 فوجدته رجلا صاحب شخصية مقداما له رؤية واضحة في تفكيره وكنا كتبنا ذلك في إبانه في "المغرب" فلماذا غير الأستاذ عمر صحابو تقييمه للدكتور حامد القروي بعد كل هذه السنوات؟