التونسية (تونس) بقدر ما أثاره الكتاب الأسود من جدل كان اللقاء الصحفي الذي عقده اليوم الكاتب والصحفي "الصافي السعيد" جدليا أكثر بما كشفه من معلومات وما تضمّنه من تعليقات كاعتبار "الكتاب الأسود" مشنقة من مشانق المرزوقي. وقد نفى "الصافي سعيد"أي علاقة له بالنظام النوفمبري كما ورد في الكتاب الأسود. واعتبر أن الزّجّّ باسمه وباسم البعض من الصحفيين يدخل في إطار تصفية حسابات وتحضير لحملة انتخابية مسبقة للمرزوقي. وأوضح "سعيد" انه خلافا لما ورد بالكتاب الأسود كونه طلب من بن علي تمكينه من قطعة ارض فالحقيقة أن آل بن علي استولوا على قطعة ارض تعود ملكيتها للصافي بقرطاج وقد اعدّ ملفا طالب فيه رئاسة الجمهورية آنذاك بإعادة ما وقع الاستيلاء عليه مهددا باللجوء إلى هيئة الأممالمتحدة واليونسكو وفق تعبيره إن لم يتم الفصل في الموضوع. كما أضاف "صافي سعيد" أن من اعدّ هذا الكتاب في مؤسسة الرئاسة لم يأخذ كامل الملف وإنما انتقى ورقة لا تحمل كامل تفاصيل الموضوع. ومن هذا المنطلق أعلن "سعيد" الحرب على المرزوقي وقد وصفه ب"الرئيس السائح" متعهدا بإسقاطه في قوله "سأسقطه أو أسقطه"...مشيرا إلى أن المرزوقي نفسه غير بريء وهو مورط أيضا مع "بن عل" بدليل زيارته إلى تونس في شهر أوت 2010 ولقاءه ببن علي في الحمامات" بعد أن وعده الأخير بتوليه لمنصب وزير حقوق الإنسان آنذاك أي قبل اندلاع الثورة ببضعة أشهر وهذا ما وثقته وزارة الخارجية. وفي سياق متّصل قال"الصافي سعيد" انه التقى من مدة قريبة أي قبل إصدار الكتاب ب"عدنان منصر" الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية حيث أسرّ له أن رئاسة الجمهورية أجبرت الجنرال رشيد عمار على الاستقالة مقابل عدم الخوض في ملفات مسكت ضده -دون الكشف أكثر- وقد شكلت الرئاسة حينها مجلسا عسكريا لتطهير المؤسسة العسكرية وفق تعبيره. كما أقرّ "الصافي" حسب ما أخبره به "عدنان منصر" أنّ أي حكومة لن تمرّ دون موافقة الرئيس المرزوقي والتي ستكون حكومة محاصصة...مضيفا قوله "نحن في واد والشعب والحوار الوطني في واد"..."وإن أرغمونا سنتعاون مع الشيطان"ووفق هذا التصريح اتّهم الصافي المرزوقي بالإعداد لانقلاب وله كلّ الآليات لذلك...خاصّة وأن "منصر" اتّهم راشد الغنوشي بالخيانة. كما كشف"الصافي سعيد"أن الحراسة الشخصية للسياسيين ليست للحماية وإنما للرقابة، موضحا أن الرئاسة تتحصل على تقرير دقيق يحوي كل أخبار ولقاءات وتحركات السياسيين المتمتعين بالحراسة.